نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى جلد : 2 صفحه : 183
ويحفران الأرض بأظفارهما، مع كل واحد منهما عمود لو اجتمع جميع من في الأرض لما حرّكوه، فيأتيان الإنسان في قبره فيسلكان روحه في جسده بإذن الله تبارك وتعالى، ويقعدانه في قبره، وينتهرانه انتهارة يتقعقع منها عظامه، وتزول أعضاؤه من مفاصله، فيخر مغشيا عليه.
قلت: يا جبريل شوقتني إلى الموت، فأرني ملك الموت أكلمه، فأدناني منه فسلمت عليه فقال له جبريل: هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العرب رسولا نبيا، فرحب بي، وحباني، وأنعم بشاشتي، وأحسن بشارتي ثم قال: أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك، فقلت: الحمد لله المنان بالنعم، قلت له: فما هذا اللوح في يديك مكتوبا؟ قال: فيه آجال الخلائق.
قلت له: ألا تخبرني عمن قبضت روحه في الدهور الخالية، قال:
تلك الآجال في ألواح أخر قد علمت عليها، وكذلك أصنع بكل ذي روح إذا قبضت روحه علمت عليها، قال قلت: كيف تقدر على قبض أرواح جميع من في الأرض، أهل بلادها وبحورها، وما بين مشارقها ومغاربها؟ قال: ألا ترى أن الدنيا كلها بين ركبتي، وجميع الخلق بين عيني، ويداي تبلغان المشرق والمغرب؟ فإذا نفد أجل عبد من عباد الله عرفوا أنه مقبوض، وعدا عليه أصحابي يعالجون نزع روحه، فإذا بلغوا بروحه الحلقوم علمت ذلك ولم يخف علي شيء من أمره، ومددت إليه فانتزعت روحه من جسده وإليّ قبضه، وقبض ذوي الأرواح من عباد الله، قال: فأبكاني حديثه.
قال: ثم استقبلني ملك من الملائكة لم يضحك في وجهي، فقلت:
نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى جلد : 2 صفحه : 183