نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى جلد : 1 صفحه : 276
يعلم، فلما حضره الموت دعاني فقال لي: يا بني إنك قد علمت أني لم أدخر عنك شيئا مما كنت أعلم، إلا أني قد حبست عنك ورقتين فيهما ذكر نبي مبعوث قد أظل زمانه، وكرهت أن أخبرك بذلك فلا آمن عليك أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه، وقد جعلتها في هذه الكوة التي ترى، وطينت عليهما، فلا تعرض لهما ولا تنظرن فيهما حينك هذا فإن الله إن يرد بك خيرا ويخرج ذلك النبي تتبعه.
قال: ثم إنه مات فدفناه، فلم يكن شيء أحب إليّ من أن يكون المأتم قد انقضى حتى أنظر ما في الورقتين، فإذا فيهما:
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، لا نبي بعده، مولده مكة، ومهاجره بالمدينة، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، يجزيء بالسيئة الحسنة، ويعفو ويصفح، أمته الحمّادون، الذين يحمدون الله على كل حال، تدلل ألسنتهم بالتكبير، ينصر نبيهم على كل من ناوأه، يغسلون فروجهم، ويأتزرون على أوساطهم، أناجيلهم في صدورهم، وتراحمهم بينهم كتراحم بني الأم، وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة من الأمم.
قال: فلما قرأت ذلك قلت في نفسي: وهل علمني أبي شيئا هو خير لي من هذا؟
قال: فمكثت بذلك ما شاء الله، ثم بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة، وهو يظهر مرة ويستخفي أخرى، فقلت: هوذا، فلم يزل بذلك حتى قيل لي: قد أتى المدينة، فقلت في نفسي: إني لأرجو أن يكون إياه، فكانت تبلغني وقائعه مرة له ومرة عليه ثم بلغني أنه قد توفي فقلت في نفسي: لعله ليس بالذي كنت أظن، حتى بلغني أن خليفته قد قام مقامه، ثم لم يلبث إلا قليلا حتى جاءتنا جنوده فقلت في نفسي:
نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى جلد : 1 صفحه : 276