responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى    جلد : 1  صفحه : 219
وبيده هراوة وهو يقول: لا وإله السماء، لا يشرب القوي من الوحش قبل الضعيف، بل يشرب الضعيف قبل القوي، ولا يشرب القوي- أدرك رأس الحواريين سمعان، فهو أول من تأله من العرب وأعبد من تعبد في الحقب، وأيقن بالبعث والحساب وحذر سوء المنقلب والمآب، ووعظ بذكر الموت، وأمر بالعمل قبل الفوت، الحسن الألفاظ، الخاطب بسوق عكاظ، العالم بشرق وغرب، ويابس ورطب، وأجاج وعذب، كأني أنظر إليه، والعرب بين يديه، يقسم بالرب الذي هو له ليبلغن الكتاب أجله، وليوفين كل عامل عمله، ثم أنشأ يقول:
هاج للقلب من جواه أدكا ... ر وليال خلالهن نهار
ونجوم يحثها قمر اللي ... ل وشمس في كل يوم تدار
ضوؤها يطمس العيون ورعا ... د شديد في الخافقين مطار
وغلام وأشمط ورضيع ... كلهم في التراب يوما يزار
وقصور مشيدة حوت الخي ... ر وأخرى خلت فهن قفار
وكثير مما يقصر عنه ... جوسة الناظر الذي لا يحار
والذي قد ذكرت دل على ... الله نفوسا لها هدى واعتبار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلك يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل له أورق، وهو يتكلم بكلام موثق، ما أظن أني أحفظه، فهل منكم يا معشر المهاجرين والأنصار من يحفظ لنا منه شيئا؟، فوثب أبو بكر قائما، وقال: يا رسول الله، إني أحفظه، وكنت حاضرا ذلك اليوم بسوق عكاظ حين خطب فأطنب، ورغب ورهب، وحذر وأنذر، فقال في خطبته:
أيها الناس، اسمعوا وعوا، فإذا وعيتم فانتفعوا: إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، مطر ونبات، وأرزاق وأقوات، وآباء وأمهات، وأحياء وأموات، جميع وأشتات، وآيات بعد آيات، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ليل داج، وسماء ذات أبراج وأرض-

نام کتاب : شرف المصطفى نویسنده : الخركوشى    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست