ظهر رجل من تهامة يقول أجيبوا داعي الله اسمه أحمد فقلت هذا والله نبأ ما سمعت منه فكسرته ورحلت إليه صلى الله تعالى عليه وسلم فشرح لي الإسلام فأسلمت وكقوله صنم عمرو بن جبلة
يا عصام يا عصام جاء الإسلام ... وذهب الأصنام
وقول صنم طارق من بني هند بن حرام
يا طارق يا طارق ... بعث النبي الصادق
(وسمع) بصيغة المجهول أي وما سمع (من هواتف الجن) كذا في أصل الدلجي وفي النسخ الجان وهو غير ظاهر فإنه أبو الجن ولعله لغة والهاتف هو الصائح بالشيء الداعي إليه كسماع ذئاب بن الحارث هاتفا منهم
يا ذئاب يا ذئاب ... اسمع العجب العجاب
بعث محمد بالكتاب ... يدعو بمكة فلا يجاب
وكسماع ابن مرة الغطفاني ... جاء حق فسطح
ودمر باطل فانقمع ... وكسماع خالد بن بطيح
جاء الحق القائم والخير الدائم وكسماع سواد بن قارب من رئيه وهو نائم ليلا
قم فافهم واعقل إن كنت تعقل ... قد بعث نبي من لؤي بن غالب
ثم قال:
عجبت للجن وأجناسها ... وشدها العيس بأحلاسها
تهوى إلى مكة الهدى ... ما مؤمنو الجن كأرجاسها
فانهض إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها
ثم نبهني وأفزعني وقال يا سواد إن الله بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد ثم نبهني في الليلة الثانية وقال:
عجبت للجن وطلابها ... وشدها العيس بأقتابها
تهوى إلى مكة تبغى الهدى ... ليس قدماها كأذنابها
فانهض إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى نابها
ثم نبهني في الثالثة وقال:
عجبت للجن وأخبارها ... وشدها العيس بأكوارها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى ... ليس ذوو الشر كأخيارها