نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 549
وأحد الفقهاء الذين كانوا يفتون على عهده عليه الصلاة والسلام، وتوفي بالمدينة سنة تسع عشرة. وقيل سنة عشرين، وقيل غير ذلك،
وقال القرطبي: إنما خص الأربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم، وقال الباقلاني: الجواب عنه من أوجه، إما لا مفهوم له أو لم يجمعه على جميع الوجوه، والقراءات أو ما نسخ منه بعد تلاوته، أو لا مراد بجمعه كتابته، أو تلقيه من فم الرسول بلا واسطة، أو تصدوا لإلقائه وتعليمه، فاشتهروا به، أو إكمال حفظه، أو السمع والطاعة له والعمل بموجبه.
قال في فتح الباري: وفي غالب هذه الاحتمالات الثمانية تكلف، ولا سيما الأخير، وقد ظهر لي احتمال آخر، وهو أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط، فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين، قال: والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياته صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيح أنه بنى مسجدا بفناء داره، فكان يقرأ فيه القرآن، وهو محمول على ما كان نزل منه إذ ذاك، وقد صح حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، وقد قدمه صلى الله عليه وسلم في مرضه، أما ما للمهاجرين والأنصار، فدل على أنه كان أقرأهم، وقد ورد عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن أبي داود انتهى.
"وأحد الفقهاء الذين كانوا يفتون على عهده عليه الصلاة والسلام".
روى ابن سعد من حديث سهل بن أبي خيثمة أن الذين كانوا يفتون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من المهاجرين عمر وعلي وعثمان، وثلاثة من الأنصار أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، ومن حديث ابن عمر، قال: كان أبو بكر، وعمر يفتيان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن حديث خراشي الأسلمي كان عبد الرحمن بن عوف ممن يفتي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ونظمهم الجلال السيوطي في قلائد الفرائد وآداب الفتوى، فقال:
وقد كان في عصر النبي جماعة ... يقومون بالإفتاء قومه ثابت
فأربعة أهل الخلافة معهم ... معاذ أبي وابن عوف ابن ثابت
وابن ثابت بالرفع بحذف العاطف، أي وزيد بن ثابت، وذكرهم ابن الجوزي في المدهش أحد عشر، فذكر من عدا أبي بن كعب، وزاد حذيفة وعمارا وأبا الدرداء وأبا موسى، وكان عمر يسمي أبيًّا سيد المسلمين، ويقول اقرأ يا أبي، ويروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله عن النوازل ويتحاكم إليه في المعضلات، "وتوفي بالمدينة" وفي سنة موته اختلاف كثير، فقيل "سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين" ذكرهما ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين، "وقيل غير ذلك" فقال الواقدي: رأيت أل أبي وأصحابنا يقولون مات سنة اثنتين وعشرين، فقال عمر: اليوم مات سيد
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 549