نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 38
وكان بينهم وبينه عداوة في الجاهلية، وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد، فلما سمعوا بدنو الوليد خرج منهم عشرون بالجزر والغنم، فرحا به وتعظيما لله ولرسوله، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله، فرجع من الطريق قبل أن يصلوا إليه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لقوه بالسلاح يحولون بينه وبين الصدقة.
فهم صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم من يغزوهم، وبلغ ذلك القوم، فقدم عليه الركب الذي لقوا الوليد، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم الخبر على وجهه، فنزلت هذه الآية
استجاب لي جمعت زكاته، فترسل إلي لوقت كذا، فجمعت من الزكاة، فلما جاء الوقت لم يأته رسول، فظن، أنه حدث فيه شيء فدعا سروات قومه فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد وقت وقتا يرسل إلى رسوله ليقبض ما عندي من الزكاة وليس الخلف منه، ولا أرى منع رسوله إلا مني فتعالوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث صلى الله عليه وسلم: الوليد بن عقبة "وكان بينهم وبينه عداوة في الجاهلية، وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد، فلما سمعوا بدنوا" بقرب "الوليد، خرج منهم عشرون رجلا بالجزر" جمع جزور "والغنم" أي يؤدونها عن زكاتهم، كذا جزم به شيخنا "فرحًا به" أي لكونه رسول الله المصطفى، كما يدل عليه "وتعظيما لله ولرسوله".
وعند ابن عبد البر ومعهم السلاح "فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله" لرية السلاح، مع أنهم إنما خرجوا به تجملا على عادة العساكر، فخاف "فرجع من الطريق قبل أن يصلوا إليه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم مستندا لظنه "أنهم لقوه بالسلاح يحولون بينه وبين الصدقة"، ولعبد الرزاق وغيره عن قتادة: فقال: ارتدوا "فهم صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم من يغزوهم، وبلغ ذلك، أي همه بغزوهم "القوم" أي وبعث بالفعل: ففي حديث الحارث عند أحمد تلو ما مر فلما سار الوليد فرق، أي خاف فرجع فقال: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي، فضرب صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث، فقال لهم: إلى أين بعثتم؟ فقالوا: إليك قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد فزعم أنك منعته الزكاة، وأردت قتله، قال: لا والذي بعث محمدا ما رأتيه ولا أتاني فلما دخل عليه عليه الصلاة والسلام قال له صلى الله عليه وسلم: "منعت الزكاة وأردت قتل رسولي" قال: قال: والذي بعثك بالحق فنزلت الآية: "فقدم عليه الركب الذين لقوا الوليد" من بعد ولم يصلوا إليه، "فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم الخبر على وجهه، فنزلت
هذه الآية"، كما رواه أحمد وغيره من حديث الحارث والطبراني بنحوه من
حديث جابر، وعلقمة بن ناجية، وأم سلمة وابن جرير عن أنس، ووردت من مرسل قتادة وعكرمة، ومجاهد قال ابن عبد البر: خلاف بين أهل التأويل، أنها نزلت في الوليد، ويعارضه ما أخرجه أبو داود، عن أبي موسى
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 38