نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 307
فهو من أخص أسمائه، وقال تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52] فهو تعالى يقرئه ما كتبه بيده، وما خطته أقلامه العلمية في ألواح قدسه الأقدسية، فيغنيه بذلك عن أن يقرأ ما تكتب الخلق.
وأما "المكي" فهو صلى الله عليه وسلم قد كان بداية ظهوره في الأرض في مكة، التي هي حرم الله، وهي مدد البركة ومنشأ الهدى، فهو صلى الله عليه وسلم مكي الإقامة ومبدأ النبوة، ومكي الإعادة، وكان من آية ذلك توجهه لها حيث ما توجه فهو عليه الصلاة والسلام المكي الذي لا يبرح وجود أو قصد،
وصفه تعالى به تنبيها على أن كمال علمه معها أحد معجزاته، "فهو من أخص أسمائه" أي الأسماء التي اختصاصها به أظهر من غيرها، فإن الأمية، وإن كثرت في الناس لكنها فيهم معجزة وفيه معجزة، "وقال تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي} تعرف قبل الوحي إليك "ما الكتاب" القرآن، ولا الإيمان، أي شرائعه، ومعالمه، والنفي معلق للفعل عن العمل، وما بعده وسد مسد المفعولين "ولكن جعلناه" أي الروح أو الكتاب {نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} استدل بها على أميته لاستغنائه عن الكناية، والقراءة بالوحي إذا المطلوب منهما التوصل إلى المعارف، والعلوم، كما أشار له بقوله: "فهو تعالى يقرئه ما كتبه بيده" أي أمر بكتبه، وأضافه إلى ذاته معبرا عنها شعارا بكمال حقيقته حيث أضيف إليه تعالى: "وما خطته أقلامه العلمية في ألواح قدسه الأقدسية فيغنيه بذلك عن أن يقرأ ما تكتب الخلق".
قال القاضي عياض إذ المطلوب من القراءة، والكتابة المعرفة، وإنما هما آلة وواسطة موصلة إليها، فإذا حصلت الثمرة، والمطلوب استغنى عن الواسطة.
قال ومعجزته العظمى القرآن إنما هي متعلقة بطريقة المعارف، والعلوم من ما منح وفضل به من ذلك صلى الله عليه وسلم ووجود مثل ذلك ممن لم يقرأ ولم يكتب ولم يدارس، ولا لقن مقتضى العجب، ومنتهى العبر ومعجزة البشر.
"وأما المكي فهو" أي وجه تسميته به "صلى الله عليه وسم قد كان بداية ظهوره في الأرض في مكة التي هي حرم الله، وهي مدد البركة ومنشأ الهدى" لأن أول نزول الوحي عليه في غارها، "فهو عليه الصلاة والسلام مكي الإقامة، و" مكي "مبدأ النبوة، ومكي الإعادة" فوصفه لهذه الثلاثة، لا لكون بدئه مطلقا بها؛ لأنه كان قبل خلق السماوات والأرض "وكان من آية ذلك" علامة أنه المكي "توجهه لها" أمره باستقبالها في الصلاة "حيثما توجه" أي في، أي محل كان به وتوجهه إليه "فهو عليه الصلاة والسلام المكي الذي لا يبرح وجود أو قصد"، أي إنهما لمكة وإن،
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 307