نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 161
وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، وقد سمى الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بأسماء كثيرة في القرآن العظيم وغيره من الكتب السماوية، وعلى ألسنة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
ثم إن أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم: محمد، وبه سماه جده عبد المطلب وذلك أنه لما قيل له: ما سميت ولدك؟ قال: محمدا فقيل له: كيف سميته باسم ليس لأحد من آبائك وقومك؟ فقال: لأني أرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم ... وذلك لرؤيا كان رآها عبد المطلب -كما ذكر حديثها على القيرواني العابر
الصوت عين المعنى الذي وضع له اللفظ إذ لا يقوله عاقل، وإنما مراده أنه يطلق اسم الشيء مرادا به مسماه، وهو كثير شائع. والمسألة مفردة بالتأليف، وقد قيل لا طائل تحت هذا الخلاف، فلا حاجة لنا ببسط القول فيه، والذي صححه ابن السبكي وغيره أن الاسم هو المسمى، "وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى" للعناية به وبشأنه، ولذا ترى المسميات في كلام العرب أكثر محاولة وإعناء كما في الشامية، يعني أنهم أكثر ما يحاولون في المسميات تمييزها بالأسماء الكثيرة المميزة لها، والدالة على شرفها، لا سيما إذ لوحظت المناسبة بين كل اسم ومسماه، وهذه توطئة لقوله: "وقد سمى الله تعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بأسماء كثيرة في القرآن العظيم وغيره من الكتب السماوية، وعلى ألسنة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام"، فهي كالعلة المتقدمة على معلولها، وذكرها بعدها أوضح، وأكثرها فات قال ابن عبد البر: الأسماء والصفات هنا سواء، "ثم إن أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم" زاد الشامي وأجلها "محمد" ويليه في الشهرة أحمد، كما في الفتح قال: محمد منقول من صفة الحمد، وفيه المبالغة والمحمد الذي حمد مرة بعد مرة، كالممدح قال الأعشى:
إليك أبيت اللعن كأن وجيفها ... إلى الماجد القرم الجواد المحمد
أي الذي حمد مرة بعد مرة، أو الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة انتهى. "وبه سماه جده عبد المطلب، وذلك" كما في الروض، "أنه لما قيل له: ما سميت ولدك قال: محمدا، فقيل له. كيف سميته باسم ليس لأحد من آبائك وقومك" وعادت العرب الغالبة تسمية المولود باسم أحد آبائه، "فقال: لأني أرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم".
وفي رواية أردت أن يكون محمودا في السماء لله وفي الأرض لخلقه، وقيل: بل سمته أمه بذلك لما رأته وقيل لها في شأنه بأن أمه لما نقلت ما رأته لجده سماه فوقع التسمية منه بسببها وإذا كان بسببها، صح أنها سمته "وذلك لرؤيا كان رآها عبد المطلب" قبل المولد النبوي بزمان، "كما ذكر حديثها على القيرواني العابر" اسم فاعل من عبر الرؤيا مخففا،
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 4 صفحه : 161