نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 31
العادة به لكنه لم يقم عليه دليل، ولا اطردت به عادة، والقطع في موضع التجويز غلط.
ومن ينتمي إلى الفلسفة يقول: إن صور ما يجري في الأرض هي في العالم العلوي كالنقوش، فما حاذى بعض النفوس منها انتقش فيها. قال: وهذا أشد فسادا من الأول، لكونه تحكما لا برهان عليه. والانتقاش من صفات الأجسام، وأكثر ما يجري في العالم العلوي الأعراض، والأعراض لا انتقاش فيها.
قال: والصحيح ما عليه أهل السنة، أن الله تعالى يخلق في النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان، فإذا خلقها فكأنه جعلها علما على أمور أخرى خلقها أو يخلقها في ثاني حال، ومهما وقع منها على خلاف المعتقد فهو كما يقع اليقظان، ونظيره أن الله تعالى خلق الغيم علامة على المطر، وقد يتخلف.
خفتها وإيقادها يخيل إليه الطيران في الجو والصعود في العلو، "وهكذا إلى آخره" أي: وهكذا يصنعون في بقية الأخلاط، كما هو لفظ المازري، "وهذا وإن جوزه العقل، وجاز أن يجري الله العادة به، لكنه لم يقم عليه دليل" من جهة الشرع، "ولا اطردت به عادة،" لأنا نرى كثيرا ممن غلب عليه البلغم أو غيره يرى ما لا يناسب طبعه، "والقطع في موضع التجويز غلط" وجهالة، فإن نسبوا ذلك إلى الأخلاط بعادة أجراها الله فجائز، وإن أضافوه إلى فعل الأخلاط قطع بخطئهم.
"ومن ينتمي إلى الفلسفة يقول: إن صور ما يجري، أي يقع "في الأرض هو في العالم العلوي كالنقوش" وكأنه يدور بدوران الآخر، "فما حاذى بعض النفوس" بفاء وسين مهملة جمع نفس"، "منها" أي: النقوش "بالقاف والمعجمة" "انتقش فيها".
"قال" المازري: "وهذا أشد فسادا من الأول" أي قول من ينتمي إلى الطب، "لكونه تحكما لا برهان عليه، والانتقاش من صفات الأجسام، وأكثر ما يجري في العالم العلوي الأعراض والأعراض لا انتقاش فيها", فبطل قولهم بوجهين.
"قال" المازري: "والصحيح ما عليه أهل السنة أن الله تعالى يخلق في النائم اعتقادات، هذا على قول ابن الطيب، أما على مختار ابن الربي، فالمناسب أن يقول إدراكات، "كما يخلقها في قلب اليقظان، فإذا خلقها، فكأنه جعلها علما على أمور أخرى خلقها" قبل ذلك، "أو يخلقها في ثاني حال، ومهما وقع منها على خلاف المعتقد، فهو كما يقع لليقظان ونظيره أن الله تعالى خلق الغيم علامة على المطر، وقد يتخلف" فإذا وقع في قلب النائم اعتقاد الطيران، وليس بطائر فغايته أنه اعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه، وكم في
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 31