نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 148
به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
وأخرج الدولابي أن الحسن قال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله تعالى وحقن دماء المسلمين.
ومن ذلك: إعلامه عليه الصلاة والسلام بقتل الحسين بالطف، وأخرج بيده تربته وقال: فيها مضجعه، رواه البغوي في معجمه من حديث أنس بن مالك بلفظ: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي عليه الصلاة والسلام فأذن له وكان في يوم
إلى ترك الملك والنزول عنه، "فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه على أن يشترط عليه أن لا يطالب أحدًا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان في أيام أبيه" علي، "فأجابه معاوية" وقد طار فرحا إلى ما طلب، لكنه قال: "إلا عشرة" فأطالبهم بما كان، منهم: قيس بن سعد، "فلم يزل يراجعه" الحسن وقال: لا أصالحك وأنت تطلب أحدًا منهم، لا قيس ولا غيره "حتى بعث إليه" معاوية "برق"، "بكسر الراء وفتحها" جلد رقيق يكتب فيه "أبيض، وقال: اكتب ما شئت فأنا ألتزمه، واصطلحا على ذلك" وعلى أن الأمر للحسن بعد معاوية، وساء ذلك أكثر الناس حتى كانوا يقولون للحسن: يا ذل المسلمين وعار المؤمنين، فيقول: العار خير من النار، "فكان الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
"وأخرج الدولابي"، "بضم الدال وفتحها"، "أن الحسن" بن علي رضي الله عنهما "قال: كانت جماجم العرب" ساداتهم وقبائلهم التي تنسب إليها البطون "بيدي يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها" أي الخلافة، وكان أحق الناس بها، كما قاله غير واحد "ابتغاء وجه الله تعالى وحقن دماء المسلمين" لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة.
وفي البخاري عن الحسن البصري: استقبل والله الحسن بن على معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاصي: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال معاوية: وكان والله خير الرجلين: أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني شمس، عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، أي الصلح، وقولا له واطلبا إليه، فأتياه فدخلا عليه، فذكرا له ذلك، فقال لهما: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عائت في دمائها، قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا، قالا: نحن.
نام کتاب : شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي جلد : 10 صفحه : 148