نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 5 صفحه : 265
أضربت بالصّفح صفحا عن طوائلهم ... طولا أطال مقيل النّوم في المقل
رحمت واشج أرحام أتيح لها ... تحت الوشيج نشيج الرّوع والوجل
عاذوا بظلّ كريم العفو ذي لطف ... مبارك الوجه بالتّوفيق مشتمل
أزكى الخليقة أخلاقا وأطهرها ... وأكرم النّاس صفحا عن ذوي الزّلل
زان الخشوع وقار منه في خفر ... أرقّ من خفر العذراء في الكلل
وطفت بالبيت محبورا وطاف به ... من كان عنه قبيل الفتح في شغل
والكفر في ظلمات الرّجس مرتكس ... ثاو بمنزلة البهموت من زحل
حجزت بالأمن أقطار الحجاز معا ... وملت بالخوف عن خيف وعن ملل
وحلّ أمن ويمن منك في يمن ... لمّا أجابت إلى الإيمان عن عجل
وأصبح الدّين قد حفّت جوانبه ... بعزّة النّصر واستولى على الملل
قد طاع منحرف منهم لمعترف ... وانقاد منعدل منهم لمعتدل
أحبب بخلّة أهل الحقّ في الخلل ... وعزّ دولته الغرّاء في الدّول
أمّ اليمامة يوم منه مصطلم ... وحلّ بالشّام شؤم غير مرتحل
تفرّقت منه أعراف العراق ولم ... يترك من التّرك عظما غير منتثل
لم يبق للفرس ليث غير مفترس ... ولا من الجيش جيش غير منجفل
ولا من الصّين سور غير مبتذل ... ولا من الرّوم مرمى غير منتضل
ولا من النّوب جدم غير منجدم ... ولا من الزّنج جزل غير منجدل
ونيل بالسّيف سيف البحر واتّصلت ... دعوى الجنود فكلّ بالجهاد صلي
وسلّ بالغرب غرب السّيف إذ شرقت ... بالشّرق قبل صدور البيض والأسل
وعاد كلّ عدو عزّ جانبهم ... قد عاد منكم ببذل غير مبتذل
أصفى من الثّلج إشراقا مذاقته ... أحلى من اللّبن المضروب في العسل
تنبيهات
الأول: لا خلاف أن هذه الغزوة كانت في رمضان، كما في الصحيح، وغيره، وعن ابن عباس قال: ابن شهاب كما عند البيهقي من طريق عقيل: لا أدري أخرج في شعبان فاستقبل رمضان، أو خرج في رمضان بعد ما دخل؟ ورواه البيهقي من طريق ابن أبي حفصة عن الزّهري بإسناد صحيح. قال: صبّح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان.
وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي سعيد- رضي الله عنه- قال: خرجنا مع
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 5 صفحه : 265