نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 5 صفحه : 192
وفي حرم الله- تعالى- تقول الشعر؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- «خل عنه يا عمر» فلهي أسرع فيهم من نضح النبل» . وفي رواية «يا عمر إني أسمع، فاسكت يا عمر» فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «يا ابن رواحة قل: «لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده» . فقالها ابن رواحة فقالها الناس كما قالها
[ (1) ] .
ذكر طواف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ماشيا وما جاء انه طاف راكبا
روى الإمام أحمد، والشيخان، وابن إسحاق عن ابن عباس- رضي الله- تعالى عنهما- قال: «قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مكّة، وقد وهنتهم حمّى يثرب، فقال المشركون: إنه يقدم غدا قوم قد وهنتهم الحمّى، ولقوا فيها شدّة، فجلسوا على قعيقعان مما يلي الحجر، فأطلع الله- تعالى- نبيه على ما قالوا، فلما دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده الأيمن، ثم قال: «رحم الله امرأ أراهم من نفسه قوّة» . وفي رواية: «أروهم ما يكرهون»
وأمرهم أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا بين الرّكنين، ليرى المشركون جلدهم، ثم استلم الركن، وخرج يهرول وأصحابه معه، حتى إذا واراه البيت منهم، واستلم الرّكن اليماني مشى حتى استلم الركن الأسود ثم هرول كذلك ثلاثة أشواط ومشى سائرها. قال ابن عباس: ولم يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها للإبقاء عليهم، فقال المشركون: «هؤلاء الذين زعمتم أن الحمّى قد وهنتهم؟ هؤلاء أجلد من كذا وكذا، ما يرضون بالمشي، أما إنهم لينقزون نقز الظّبي» وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يكايدهم كلّما استطاع [ (2) ] .
قال محمد بن عمر، وابن سعد وغيرهم: ولم يزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يلبّي حتّى استلم الركن بمحجنه.
وروى الحميديّ والبخاريّ [ (3) ] ، والإسماعيلي عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله عنه- قال: لما اعتمر رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- سترناه من غلمان المشركين، وفي رواية من السّفهاء والصبيان مخافة أن يؤذوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وروى يونس ابن بكير- رحمه الله تعالى- عن زيد بن أسلم- رحمهما الله تعالى- إن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- دخل عام القضية مكّة، فطاف على
[ (1) ] أخرجه البخاري معلقا 7/ 570 وانظر كلام الحافظ ابن حجر 7/ 572 وانظر مغازي الواقدي 2/ 736 والبيهقي في الدلائل 4/ 323.
[ (2) ] أخرجه البخاري 7/ 581 (4256) ومسلم 2/ 923 (240/ 1266) ، وأحمد 1/ 373 وأبو داود (1885) والطحاوي في المعاني 2/ 179 والطبراني في الكبير 11/ 386، وانظر البداية 4/ 227 والبيهقي في الدلائل 4/ 326 والتمهيد لابن عبد البر 2/ 71.
[ (3) ] أخرجه البخاري 7/ 581 (4255) ، والبيهقي في الدلائل 4/ 328.
نام کتاب : سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : الصالحي الشامي جلد : 5 صفحه : 192