وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بعد خديجة وَقَبْلَ عائشة وطالت حياتها معه فلما أسنت وخافت أن يطلقها قالت: «يا رسول الله: يومي لعائشة». رواه أبو داود وإسناده جيد، وهذا يدل على أنه لا بأس أن تتنازل المرأة عن يومها لإحدى ضرَّاتها إذا رضي الزوج، فيكون للموهوبة يومان ولغيرها يوم [1].
وقد كان هذا الوقت المشترك بعد العصر؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى العصر دار على نسائه ثم يدنو منهن. . .» [2] وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول: وهذا يدل على حسن عشرته صلى الله عليه وسلم، فقد كان خير الناس لأهله، فكان يطوف عليهن كل عصر يتفقد أحوالهنَّ وحاجاتهنَّ وذلك من [1] سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام الحديث رقم 1089. [2] البخاري برقم 5268، ومسلم واللفظ له برقم 1474.