responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة في السيرة نویسنده : عماد الدين خليل    جلد : 1  صفحه : 262
يعلنوها معه فليعلنها هو، باسمه وباسم أتباعه. ومضمون الآيات [1] وروحها يلهمان أن النبي كان في موقف القوي المطمئن بقوة موقفه وصحة دعواه والمستعلي على مناظره بالحجة الدامغة والتحدي المفحم والدعوة التي لا يردها إلا الممتري. وهنالك الكثير من الإضافات المناقضة للمعقول والمنقول ترد حول مسألة المباهلة (أو الملاعنة) رغم أن ابن هشام الذي انفرد بتفصيل خبر المناظرة لم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعد للمباهلة لأن أسلوب الآية لا يقتضي ذلك، وهو أسلوب تحد وإفحام [2] .
وقد ارتأى الوفد النصراني أن يعرض على الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم بما يراه، فصالحهم صلى الله عليه وسلم وكتب لهم عهدا يمثل قمة من قمم العدل والسماحة والحرية، لم يفرض عليهم سوى جزية عينية قدرها ألفي حلّة في السنة وقد جاء فيه « ... ولنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم، وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم، لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبا عن رهبانيته ولا واقفا عن وقفانيته، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير ... ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين ... ولا يؤاخذ أحد منهم بظلم آخر. وعلى ما في هذه الصحيفة جوار الله وذمة النبي أبدا حتى يأتي الله بأمره إن نصحوا وأصلحوا فيما عليهم..» [3] . وقد دخل يهود نجران في هذا الصلح إذ كانوا كالأتباع لهم [4] .
وبتلك المعاهدة السمحة [5] قطع الإسلام الصلة بين أولئك العرب المتنصرين وبين دولة الروم التي يشتبك معها في الحرب، بعد ما ضمن الحرية

[1] سورة آل عمران: الآيات 34- 57، 58- 64.
[2] دروزة: سيرة الرسول 2/ 246- 248.
[3] ابن سعد 1/ 2/ 36، 84- 85 البخاري: تجريد 2/ 97- 98 البلاذري: فتوح 1/ 76- 78، اليعقوبي: تاريخ 2/ 71- 72 وانظر دروزة 2/ 237- 238 (بالتفصيل) .
[4] البلاذري: فتوح 1/ 78 وقد ظلوا على ذلك طيلة عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر (رضي الله عنه) فلما استخلف عمر (رضي الله عنه) «أصابوا الربا- الذي منعوا من التعامل به- وكثروا فخافهم على الإسلام» فأجلاهم إلى العراق والشام (المصدر السابق 1/ 78) ويبدو أن دورهم في إسناد حركات الردة لم يكن خافيا عليه. ويتضح هذا من عبارة البلاذري الآنفة (فخافهم على الإسلام) وعند ما التمسوا من علي (رضي الله عنه) في خلافته إعادتهم أجابهم «أن عمر (رضي الله عنه) كان رشيد الأمر وأنا أكره خلافه» : المصدر السابق 1/ 80.
[5] انظر عن نصوص المعاهدات المتعلقة بنصارى نجران: محمد حميد الله: الوثائق 175- 201.
نام کتاب : دراسة في السيرة نویسنده : عماد الدين خليل    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست