responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة في السيرة نویسنده : عماد الدين خليل    جلد : 1  صفحه : 234
وصل إليه أمرهم من خلاف، فكان ذلك عاملا في إقبالهم على الإسلام [1] .
وبعد قليل احتضن نجاشي الحبشة المهاجرين من اضطهاد مكة، أولئك الذين قال لهم رسولهم وهو يبحث لهم عن موطن يأوون إليه ريثما تكسر حدة العدوان الوثني (لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق..) وردّ المبعوثين اللذين أرسلتهما قريش لاسترداد المسلمين بعد أن أبى إلا أن يستمع لصوت الإسلام بمواجهة صوت الوثنية متمثلا بايات من القرآن الكريم اختارها جعفر بن أبي طالب من سورة مريم دفعت النجاشي إلى أن يرفع عودا صغيرا من الأرض ويقول: والله ما عدا عيسى ابن مريم مما قلت هذا العود! فاعترض بطارقته فأسكتهم وقال للمهاجرين: اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي من سبكم غرم، من سبكم غرم.. ثم التفت إلى المبعوثين المشركين قائلا: انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما [2] .
وفيما بعد، عندما خطب الرسول صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان وهي بأرض الحبشة تقديرا لموقفها الفذ في سبيل الدعوة، بمواجهة إغراآت أبيها زعيم الوثنية، أصدقها النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار وهو الذي ناب عن الرسول في خطبتها وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الذي كان قد ارتد إلى النصرانية [3] !!
وفي المقابل نجد المسلمين، وهم قلة مضطهدة في مكة، يهزهم نبأ الهزيمة الساحقة التي مني بها الروم المسيحيون على أيدي الفرس الوثنيين، ويصيبهم بحزن عميق إزاء الفرح الذي غمر قلوب مشركي قريش، وتنزل آيات القرآن الكريم تتحدث عن الواقعة الحاسمة وتتنبأ بالانتصار الحاسم الذي سيحققه المعسكر النصراني ضد أعدائه المجوس، حيث يفرح المؤمنون الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ ... [4] .

[1] المرجع السابق 1/ 350- 353 وانظر سورة هود: الآية 110، وسورة فصلت: الآية 45، وسورة الشورى: الآيتان 3، 14، وسورة الزخرف: الآيات 63- 65، وسورة الجاثية: الآيتان 16- 17، وسورة مريم: الآيات 34- 36.
[2] ابن هشام ص 72- 77.
[3] المصدر السابق ص 381، الطبري 2/ 653- 654.
[4] سورة الروم، الآيات: 1- 4.
نام کتاب : دراسة في السيرة نویسنده : عماد الدين خليل    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست