responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 91
وإذا عاد إليها بعد امنة وهى إحدى زوجتيه، فإنه ليس لها أن تمتنع عليه لأنها زوجه، فكيف يقال من بعد أنه رضيت به لغرة نور فى جبينه، ولو كان ذلك هو السبب، ما منعها عند إجابته وعلى ثيابه طين، لأن الأساس فى نظرها أن تصل إلى أن يكون النور فى رحمها لا يمنعها غبار طين أو نحوه.
فالخبر مضطرب فى مبناه متناقض مع العقل فى معناه، فيردّ جملة وتفصيلا.

صفات سامية فى امنة:
71- اتسمت امنة كما يبدو من أخبارها، أنها كانت صبورا، وكانت تشبه البتول فى سموها، وفى اصطفاء الله تعالى لها فى أن تكون أما لسيد البشر محمد صلّى الله عليه وسلّم كما اصطفى مريم البتول لتكون أما للمسيح عليه السلام، ولكن امنة، ولدت محمدا وحملت به كسائر البشر.
وكانت شبيهة بالبتول فى الصبر، وفى خلاصها من فتن الزواج، وكونها حملت صاحب أكبر رسالة فى هذا الوجود.
إنها منحت زوجا مرموقا محبوبا تتمناه كل فتيات عصره، ولكنه سرعان ما غادرها بعد الزواج بمدة قصيرة، قدرها بعض الإخباريين بأنها ثلاثة أيام أو ثلاثة أشهر، سافر ليمتار لأهله من قريش تمرا، فذهب لأخوال أبيه بنى النجار، ومات هناك.
فهذه الأم الصبور على فراق زوجها الشاب، ولم تشتر عسل الزواج ورضيت الحرمان فى سبيل نفع قومها، إذ ذهب ليجلب لهم رزقا، والمرأة الفاضلة ترضى باغتراب من تحب إذا كان الاغتراب لنفع قومه، وإصلاح حالهم، وارتضت صابرة، أن يولد ولدها الحبيب فى غيبة زوجها الحبيب الذى لم تلبث أن نالته حتى بعد عنها، فكان الرضا بالانتساب إليه يغنى عن المتعة بقربه، واكتفت من متعة هذا الزواج الطاهر بمتعة قرة عينها ولدها الحبيب محمد صلّى الله عليه وسلّم، وعاشت مطمئنة إلى أمل اللقاء، وأن يجمع الله تعالى الشمل المتفرق كما أراد رب العالمين، ولكن الله جلت قدرته أراد اختبارها فأفقدها زوجها فى غربته، فكانت الصابرة الكريمة القائمة على تربية ولدها، الراضية بأمر ربها من غير أن يعرف عنها تململ بحياتها وعيشها.
ولما استغنى ولدها عن المراضع شدت رحالها مع وليدها، وقطعت الفيا فى والقفار فى مشقة لا يقدر عليها إلا الصابرون، وذهبت إلى يثرب لترى قبر زوجها الذى اختيرت له وهو مرمى الأنظار

نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست