responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 84
يروى على بن أبى طالب عن أبيه عبد المطلب أنه قال: إنى لنائم فى الحجر (بجوار الكعبة) إذ أتانى ات، فقال: «احفر طيبة، قلت: وما طيبة؟ ثم ذهب عني. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي، فنمت فيه، فجاء فقال: احفر برة، قلت: وما برة؟ ثم ذهب عنى. فلما كان الغد رجعت إلي مضجعى فنمت فيه، فقال: احفر المضنونة. قلت: وما المضنونة، ثم ذهب عنى. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعى، فنمت فيه فجاءنى فقال: احفر زمزم. قلت: وما زمزم؟ فقال: لا تنزف أبدا، ولا تذم، وتسقى الحجيج الأعظم. وهى بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل. ومعنى بين الفرث والدم، أى عند المذبح الذى كانت قريش تذبح ذبائحها فيه، ومعنى قرية أى المكان الذى كان فيه نمل، ووجد الغراب ينقر عندها، وكأن هذين كانا علامة حد المكان، والاية التى تدل على صدق الاتى، فى تبشيره.
فلما بدا لعبد المطلب الماء كبّر الله تعالي، وقد كانت قريش تلاحظ عمله، وكأنها غير مصدقة لنتائج ما يحفر، فلما كبّر علموا أنه أدرك ما يريد.
ولكنهم جاؤا يشاحونه فى أن تكون العين تحت سلطانهم جميعا لا تحت سلطانه واحده، وقالوا: إنها بئر إسماعيل، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فى السلطان عليها، ولكنه لم يسلم لهم، بل رأى أن تكون تحت سلطانه، لأنه هو الذى حفرها، وقد نازعوه هذا الحق، ثم لما رأوا من طيبته، وراجعوا حسن نقيبته، تركوا الأمر، وما هو بمانعهم من مائها. ولكنه يسقيهم ويسقى الحجاج منها فى غير منة ولا أذي، ولكن فى عدل وحسن توزيع على أن يكون له حق السقاية فيها.
وإن وصف زمزم بأنها لا تنزف، وفيها سقاية الحجيج خبر حققه الزمن إلى اليوم، فلا يزال الحجاج يشربون منها. وهى تفيض عليهم فى سخاء. وهى عين ثرة، ومعين لا ينضب، ولا تزال فيها بركة إسماعيل، ونقيبة عبد المطلب، والدلالة على أن بيت الله تحوطه البركة كما قال تعالى فى وصفه: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ [1] .
[صفات عبد المطلب]
66- إن الناظر فى تاريخ عبد المطلب ينتهى بأنه كان متصفا بثلاث صفات كريمات.

الأولى- الطيبة والسماحة
، فكان موطأ الكنف قريبا من الناس أليفا محبوبا، لا يستغلظ على أحد، ولا يستكبر ولا يستعالى، يطمئن أهل مكة إليه، ويثقون به، ويرضونه حكما، ولو على نفسه.

[1] سورة ال عمران: 96.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست