responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 81
ثم جاء من بعده ولده قصى وهو خير أولاده، وأظهرهم، وأبينهم أثرا فى قريش فهو الذى جمع الله به قريشا، وكان اسمه زيدا، فسمى مجمعا، لما جمع من أمرها، ويسمى قصيا لتقصيه أمورها، وإن قصيا على هذا جد قريب، وليس من الأجداد الذين يبعد عهداهم به عليه الصلاة والسلام، وله شأن خاص فيما يتعلق بسدانة الكعبة، ورياسة الندوة وغيرها، فلابد أن نخصه بكلمة.

قصي:
63- قد ترك أبوه كلاب ولدين أحدهما قصي، والثانى زهرة، وكلاهما جد للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فقصى جده عليه السلام، وهو الجد العصبة، وأما زهرة فهو جده لأمه، فهو الجد الرحمي، وكأن كلابا بهذا قد جمع الله تعالى له شرفين، فهو جد النبى عليه الصلاة والسلام لأبيه ولأمه، فالتقى فيه الشرفان.
وقد طوف قصى فى بلاد العرب، فهو فى أول حياته لحق بأمه فى قضاعة، فأقام معها، وقد كان فتى قويا كريما أبيا يأبى الضيم والعار، ناضل يوما شابا من قضاعة فنضله قصي، فغضب المنضول، وحزت فى نفسه حرارة السهام، وسبة الهزيمة، فتنازعا فى القول، فقال المهزوم: ألا تلحق بأهلك فلست منا. ويظهر أنه إلى هذا الوقت ما كان يعرف أباه وشرفه، فقد عاد إلى أمه وشكا لها من مرارة القول الذى سمعه، فقالت له: أنت والله يا بنى أكرم منه نفسا ووالدا، ونسبا، وأشرف منزلا، وأنت ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشى، وقومك بمكة عند البيت الحرام، وفيما حوله، تفد العرب إلى ذلك البيت.
أجمع قصى بعد ذلك الخروج، واللحوق، وضاق ذرعا بالبقاء غريبا، فقالت له أمه: لا تعجل، حتى يدخل عليك الشهر الحرام، فتخرج فى حاج العرب، فإنى أخشى عليك أن يصيبك بعض الناس [1] .
انتقل قصى إلى أسرة أبيه فى مكة بعد أن جاءت الأشهر الحرم، وخرج حاجا. وكان جلدا بهذا نسيبا، ولم يلبث أن نال سدانة البيت الحرام. ولم تكن من قبله لقريش بل كانت لخزاعة. وكان له الأمر فى إجازة الحج للناس، وكان ذلك لغير قريش، فانتزع تلك الولاية بحيلة الداهية، وقوة ذى البأس.
ولى بهذا قصى سدانة البيت، وإمرة مكة، وجمع قومه من منازلهم، واجتمعت فى يده بمقتضى الولاية سدانة البيت وإمرة مكة والحجابة والرفادة والسقاية والندوة واللواء، ومعنى الحجابة أن يملك مفاتيح

[1] الاكتفاء ص 73 ج 1
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست