responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 80
وكان فهر هو مجمع قريش، وكان يسمى قريشا، وقد كان فيه حكمة، وخلق سوي، وقد قال فى وصيته التى قالها لولده غالب الذى أعقبه فى الزعامة وهو المختار ليكون النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من صلبه، فقد قال لابنه غالب عندما حضرته الوفاة:
«يا بنى إن فى الحزن قبل المصائب إقلاق النفوس، فإذا وقعت المصيبة برد حرها، وإنما أقلق فى غليانها، فإذا أنا مت فبرد حر مصيبتك بما ترى من وقع المنية أمامك وخلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، وبما ترى من اثارها فى محبى الحياة، ثم اقتصر على قليلك، وإن قلت منفعته، فقليل ما فى يدك، كان خيرا لك من كثير ما أخلق وجهك.
وقد كان غالب له أولاد، وقد خلفه فى زعامة قريش لؤى، وقد كان لؤى هذا فيه كلمة كأبيه وجده، بدت وهو غلام حديث، فقد جرت مناقشة بينه وبين أبيه غالب دلت على حكمة قلبهما.
قال الغلام لأبيه: يا أبت من رب معروفا قل إخلافه، ونضر ماؤه، ومن أخلفه أهمله، وإذا أهمل الشيء لم يذكر، وعلى المولى تكبير صغيره ونشره، وعلى المولى تصغير كبيره وستره.
فقال الأب الحكيم: «إنى لأستدل بما أسمع من قولك على فضلك وأستدعى لك به الطول على قومك، فإن ظفرت بطول، فعد به على قومك، وكف غرب جهلهم بحلمك، ولم شعثهم برفقك، فإنما تفضل الرجال الرجال بأفعالها، ومن قايسها على أوزانها أسقط الفضل، ولم تعل به على أحد، وللعليا فضل أبدا على السفلى.
خلف الغلام بعد أن اكتمل رجلا أباه، وقد ولد له أولاد، كان كعب أعقلهم، وأفضلهم، وهو جد النبي، وقد كان حكيما كأبيه وجده، ويذكر رواة السيرة أنه قال هذه الخطبة:
«أيها الناس اسمعوا وعوا، وافهموا وتعلموا، ليل ساج ونهار وضاح، والسماء بناء والأرض مهاد والنجوم أعلام، لم تخلق عبثا، لتضربوا عن أمرها صفحا، الاخرون كالأولين، والدار أمامكم، واليقين غير ظنكم، صلوا أرحامكم واحافظوا أصهاركم، وأوفوا بعهدكم، وثمروا أموالكم، فإنها قوام مروآتاكم، ولا تصونوها عما يجب عليكم، وعظموا هذا الحرم، وتمسكوا به، فسيكون له نبأ عظيم، وسيخرج منه نبى كريم» .
هذا ما يقوله كتاب السيرة فى نسبة الخطبة إليه، وليس لنا أن نحكم بصدق النسبة أو تكذيبها، ولكن نحملهم مغبة ذلك، إن صدقا وإن كذبا.
وقد كان لكعب بن لؤى أولاد خيرهم مرة جد النبى عليه الصلاة والسلام، وقد كان أحد الرجال الذين تفاخر بهم قريش.
وقد جاء من بعد مرة كلاب، وهو جد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.

نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست