responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 452
مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ، وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [1] .
ويقول الله سبحانه تعالت كلماته: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ، خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [2] .
فالسابقون الأولون هم الذين هاجروا فارين بدينهم، مجتمعين فى ظل الله تعالي، ولا ظل غيره، والأنصار الذين ولو هم فى السبق، وفتحوا لهم ديارهم، إذ فتحوا لهم قلوبهم، واثروهم على أنفسهم، أولئك لهم الفضل الأول فى السبق إلى اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، والذين دونهم اتبعوهم بإحسان؛ فهؤلاء لهم فضل السبق، والاخرون لهم فضل الاتباع.

هجرة النبى صلّى الله عليه وسلّم
321- أخذ المسلمون يهاجرون زرافات وواحدانا مستخفين، وقليل منهم من هاجر معلنا، كما فعل عمر رضى الله تعالى عنه، فقد أعلن هجرته وتحداهم أن يمنعوه، وعلى كرم الله وجهه يخص عمر بأنه الذى أعلن وتحدي، ولعل ما انفرد به عمر رضى الله عنه هو هذا التحدى. ولا شك أن من الأقوياء من يعلن ولا يختفى، كسيد الشهداء حمزة بن المطلب، فما كان لمثل حمزة فى قوته وبأسه وإيمانه أن يختفى، وفوق ذلك فإن عشيرته من بنى هاشم وعلى رأسهم العباس بن عبد المطلب لا يرضون أن يرهقوا حمزة فى إرادته، أو لا يوافقوه على هجرته، وقد رضى العباس بهجرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كما تدل على ذلك خطبته فى العقبة الثانية، حيث كانت البيعة الثانية على الإيواء والنصرة، بل لو سايرنا التصور العقلى المنطقى لقلنا أن العباس كان يرحب بهجرة حمزة ليكون بجوار ابن أخيه، ينصره مع الناصرين.
ما بقى من المؤمنين من يثبت أنهم لم يهاجروا قبل النبى صلّى الله عليه وسلّم إلا على وأبو بكر، فأما على فهو مع النبى صلّى الله عليه وسلّم وقد ثبت أنه هاجر بعد النبى بأمر منه صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يبقى من بعده ليرد الودائع، أما أبو بكر رضى الله تعالى عنه فقد كان يهم بالهجرة، والنبى صلّى الله عليه وسلّم يستبقيه، ويشير إليه بمعاريض القول بأنه قد يكون صاحبه، ثانى اثنين.

[1] سورة الحشر: 8، 9.
[2] سورة التوبة: 100.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست