responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 402
صلّى الله عليه وسلّم «نعم أنا الذى أقول ذلك» ولقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجامع ردائه، وقام أبو بكر دونه ويقول:
«ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله» ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأكبر ما رأيت قريشا بلغت منه قط [1] .
وإن هذه الواقعة تدل أيضا على هيبة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وطاقته النفسية، ولا ينافى هذه الهيبة ما ارتكبوه بعد ذلك من إثم، فإن الهيبة تفرض نفسها عند أول الصدمة، ولا تتنافى مع التدبير لمقاومتها، فقد لقوه فى المرة الأولى. وواجههم بما يكف ألسنتهم عن الغمز والاستهزاء، ويلقى فى قلوبهم الرعب، فأثمر ذلك في نفوسهم، ولما استرجعوا أنفاسهم، واستردوا تفكيرهم الاثم بعد الصدمة التي أوجدتها الهيبة دبروا أمرهم، ثم كانت تلك الحركة التى أخذ فيها بعضهم بمجامع ردائه، وإن ذلك لا ينافى الهيبة التى كانت للنبى صلى الله عليه وسلم عندما يعتزم القول وإلقاء المجابهة فى القلب.
ولننزل عن مقام النبى صلى الله عليه وسلم إلى من دونه.
فقد كان عمر رضى الله عنه من ذوى الهيبة، ولم تمنع هيبته تدبير اغتياله، وعلى كان على قدر من الهيبة عظيم، بل كان المهوب المرهوب، ولذلك لما دبروا قتله. انتدب له اثنان أنفسهما، وغذى السيف بالسم شهرا ومع ذلك لم تمنع هذه الهيبة، وتلك الرهبة، التدبير والإقدام.
وهكذا نرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قد حماه ربه من قريش بما منع به شر الأشرار، وبما منحه الله تعالى من قوة نفس، وعزم وصدق.

محمد عليه الصلاة والسلام فى الطائف
288- ذاق محمد صلى الله عليه وسلم ما ذاق من أهل مكة المكرمة من صد عن سبيل الله ومقاومة، وإيذاء له ولأصحابه، وقد بلغ الدعوة فيهم، وكلبوا عليه، ولكن دعوته عامة، وليست لقريش واحدهم بل هى للناس أجمعين، وقد علمها أهل مكة المكرمة، وقاوموها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولله فى ذلك حكمة، ولو كانوا أول من يطيعه لقيل أنهم يريدون بذلك السلطان على الناس.
لقد اتجه النبى صلى الله عليه وسلم فى سبيل توسيع نطاق الدعوة إلى الطائف التى تقرب من مكة المكرمة، ولها من القوة والسلطان والثروة من الثمار والتجارة ما لمكة المكرمة، وربما يرى فيهم نصرة لم يرها من قريش.
وله فى الطائف نوع رحم، لأنه رضع فى بنى سعد، وهم قريبون من الطائف، ففيهم مراضعه، وحواضنه، وذلك فوق القرب النسبى، فقد كان الطائف بينها وبين مكة المكرمة نحو 120 (عشرين ومائة) ميلا، وذلك ليس ببعيد فى الشقة فى عرف أهل البلاد الصحراوية.

[1] البداية والنهاية لابن كثير ج 3 ص 46.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست