responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 309
وكان المؤمنون الأولون خديجة وأبو بكر وعلى وزيد، وعثمان والزبير ومن معهم من السابقين الأولين من الصنف الأول، ثم جاء من بعدهم، من خاطبهم القران الكريم بالإعجاز وتحداهم، فمنهم من اهتدى وأبصر، ومنهم من ضل وغوى، فكان المعتدى الأثيم. وكان الجهاد، فكانوا أهل السبق، وما كان لصاحب دعوة خالدة أن يترك الشر يسيطر، والحق يستخذى.

استجابة محمد صلى الله عليه وسلم لأمر ربه
222- استجاب محمد صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، وبعد أن كان يدعو من يدعوه فى مناجاة، ثم اقتصرت الدعوة العلنية على عشيرته الأقربين، بعدئذ أخذ يدعو كل من يلقاه، وأخذ يغشى الأسواق التى حول مكة المكرمة يدعو إلى دينه، وتبليغ رسالة ربه، غير مدخر جهدا فى الدعوة إلى الحق والواحدانية بعبادة الله تعالى واحده، لا شريك له، ويقول فى ذلك ابن كثير:
«المقصود أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم استمر يدعو إلى الله تعالى ليلا ونهارا، وسرا وجهارا، لا يصرفه عن ذلك صارف ولا يرده عن ذلك راد، ولا يصده عن ذلك صاد، يتبع الناس فى أنديتهم، ومجامعهم ومحافلهم، وفى المواسم ومواقف الحج، يدعو من لقيه من حر وعبد، وضعيف وقوى، وغنى وفقير، جميع الخلق فى ذلك شرع سواء، وتسلط عليه وعلى من اتبعه من احاد الناس من ضعفائهم الأشداء الأقوياء» [1] .
وكان أشدهم إغلاظا عليه عمه عبد العزى (أبو لهب) ، وثانيهم عمرو بن هشام الذى لقبه التاريخ الإسلامى بحق بلقب أبى جهل، أما الأول فلم يكن منه أذى بدنى أو قولى للنبى عليه الصلاة والسلام، ولكن مبالغة فى مقاومة دعوته، ولا يكتفى بالقعود عن حمايته، وأما ثانيهما فقد كان فاجرا فكانت معاندته للنبى عليه الصلاة والسلام فجورا في القول والعمل، وللضعفاء إعناتا وبغيا، وسنخصه بالقول في حركة الاضطهاد، والبواعث التى دفعته إلى هذا الموقف الذى جره إلى ذلك البغى المرذول الذى لا يقع من كريم.
وأبو لهب كان موقفه موقف محاربة الدعوة، فكان يتبع محمدا عليه الصلاة والسلام فى التقائه بالقبائل العربية فى موسم الحج، فكلما ذهب إلى محفل أو ندى يدعو فيه ناكره، ودعا السامعين إلى ألا يستجيبوا.

[1] البداية والنهاية لابن كثير ج 3 ص 40.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست