responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 274
وبينا هى قلقة مضطربة لغيبته على غير عادة إذ هو مقبل قد تغير لونه، يرجف فؤاده، فزال قلقها، وان استغربت حاله- وقالت:
يا أبا القاسم، أين كنت، فو الله لقد بعثت رسلى فى طلبك، حتى بلغوا مكة المكرمة ورجعوا لى.
وقد حدثها بما رأى فى رؤياه، وما شاهد فى عيانه، وفؤاده يرجف وهو يقول: «زملونى» فزملوه حتى ذهب منه الروع، وهو يقول «خشيت على نفسى» .
وعندئذ جاء دور الزوجة الرفيقة الصالحة فى القول، فقالت بمنطق الفطرة، وهو أن من أحسن لا يجازى إلا إحسانا «كلا، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتقرى الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر» رأت فى زوجها الأمين الطاهر كل هذا، وبإحساس الفطرة، رأت أنه لا يمكن أن يكون ثمر الطيب إلا طيبا. ويقول ابن إسحاق، إنها قالت بعد أن علمت الخبر، وقالت ما قالت: «أبشر يابن عم، واثبت فو الذى نفس خديجة بيده، إنى لأرجو أن تكون نبى هذه الأمة» وما قالت ذلك إلا وقد تواردت الأخبار بأن نبيا سيبعث فى هذا الزمان.

إلى ورقة بن نوفل:
198- لا أدرى أهى فرحة بما توقعته من خير عظيم يجيء لزوجها ونور عميم ينبثق من بيتها، أم هى فرحة اللقاء دائما يدفع إلى الحركة، ومهما يكن فقد وجدت منها رغبة إلى العمل فى الموضوع الذى طرأ، وتوقعت منه أن يغير مجرى حياتها، قامت فجمعت ثيابها، ثم انطلقت مع محمد بن عبد الله عليه أفضل السلام وأتم السلام إلى ورقة بن نوفل، وكان من الحنفاء الذين هجروا عبادة الأوثان واختاروا أن يعبدوا الله.
واختار النصرانية، إذ كان يعرف العبرانية، فدرسها منها، ودرس التوراة، فعلم الديانتين من الينابيع الأصلية، ويظهر أنه علمها ديانة واحدانية لا ديانة تثليث، لأنه دخيل عليها، ولأن نصرانية الشرق التى كانت فى العراق وأطراف الجزيرة العربية كانت تتبع نسطورس الذى أنكر أن يكون المسيح إلها أو ابن الله، إذ كان يعتقد أن عبارة الابن التى وردت فى بعض كتبهم أضلتهم، وإن ماضى حياته ما كانت تسمح لنا أن نقول أنه مثلث، لأنه ترك عبادة أحجار لا تضر ولا تنفع، فكيف يعتنق تثليثا غير متصور فى العقل.
لقد بلغ علم الرجل بالعبرية أنه كان يكتب بها ويقرأ ويدرس، فكان على علم بالبشارات التى جاءت فى التوراة والإنجيل بالنبى عليه الصلاة والسلام. وهى تبشر برسول اسمه أحمد.

نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست