responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 241
المشهور المستفيض، وكأنه وصف جسدى معلم للرسالة، لا يمارى فيه من راه، ولله تعالى ايات فى خلقه.

تقدمة صفات النبى صلّى الله عليه وسلّم.
172- المنهاج الذى يسلكه الكتاب فى السيرة العطرة، سيرة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أن يكتبوا صفاته صلى الله تعالى عليه وسلم فى اخر سيرته الطاهرة، فلا يكتبوها قبل البعثة المباركة، ولكن يكتبونها بعد أن بلغ الرسالة، ومضى إلى لقائه الكريم.
ونحن قد اخترنا أن نكتب تلك الصفات قبل تكليفه أداء الرسالة، لأنا رأينا- ونرجو من الله التوفيق أن نكتبها قبل البعثة، ليعلم القارىء من الذى كلفه الله أداء الرسالة، ومن الذى اختاره ليكون بشيرا ونذيرا للناس كافة عربهم وعجمهم، وليعلم الناس أنه لم يكن فى مجموع صفاته وكمالاته كسائر الناس، وإن كان من الناس، وأنه ليس ككل واحد من البشر بجموع أخلاقه وتكوينه؛ وإن كان منهم، فهو من الناس، ولكنه فى أعلى كمال الناس، وإذا كان ليس من الملائكة، فهو أعلى من الملائكة، أليق بالرسالة، وأجدر بها من الخلق أجمعين.
وإنه بعد معرفة هذه الصفات وتعرفها، وانفراده بها من بين جيله، بل من بين الأجيال كلها، لا يستطيع أحد أن يقول: لماذا اختاره ربه دون عمرو بن هشام (أبى جهل) أو دون عمر بن الخطاب وهو من الأبرار، أو دون الصديق، وهو من الأطهار، أو دون علي، وهو من الأشداء الأبذال، لا يستطيع أحد أن يسأل: لم اختير دون هؤلاء أو غيرهم، لأن هذه الصفات الخلقية والجسمية لم تكن لأحد من هؤلاء، ولا من غيرهم، ولم يكن ذلك الإشراق المتلأليء الوضاء فى واحد منهم ولا من غيرهم، ولم يعرف لأحد من الناس الكمال فى الأخلاق إلا محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
وإذا كانت تلك الصفات، وما اتاه الله تعالى من فضل، وما اختصه من رحمة هى التى جعلته مستأهلا لأن يحمل أمانة الرسالة دون غيره، فإنها تكون مقدمة للرسالة، ولا تكون نتيجة لها، والمقدمة بمقتضى المنطق والعقل تسبق النتيجة، وتمهد لها، والتمهيد لا يكون بعد المقصد، بل إنه يرشح له، وينيره، ويهدى إليه.
وقد يقول قائل: إنك فى سبيل بيان صفاته الكريمة قد أتيت بأخبار عنها من بعد بعثه، واستشهدت له بعد إرساله رحمة للعالمين، وبذلك تقع فيما خالفته، وهو أنك ذكرت الصفات بعد البعثة، وموضعها قبلها على ما ذكرت من منطق!!

نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست