responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 140
ونرى من تلك المناقشة كيف لا يعرض شرفه وأمانته، وتكونان محل قبول أو رفض لأن الأمين حقا وصدقا، لا يجعل الأمانة ولا الشرف متجرا يتجر به، ولكن الشرف فى ذاته مطلوب، والأمانة سجية، لا يتخذها سبيلا للكسب، وليس هو غايتها، لا تطلب إلا له، ولكن تكون ثمرة طيبة، كما تثمر الأرض الطيبة، والشجرة اليانعة.
قيل أنها بلغتها هذه المحاورة بين العم وابن الأخ فطلبته، وأنها كانت تعرف صدقه وأمانته وكرم أخلاقه. وأنها ما كانت تعلم أنه يريد هذا.
وعندى أنها كانت تفكر فيه، وأن رغبتها تلاقت مع رغبة عمه سواء أعلمت بالمحاورة أم لم تعلم، وإذا أراد الله تعالى أمرا تهيأت أسبابه، وكان التوفيق بنجاحه.
أرسلت خديجة إلى محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، تطلبه وقالت له:
«دعانى إلى البعثة إليك ما بلغنى من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، وأنا أعطيك ضعف ما أعطى رجلا من قومك» .
إننا نلمح من ثنايا السطور أنها كانت راغبة فى أن تعهد إليه بتجارتها من ذات نفسها أو أنها لرغبتها أعطته ضعف ما كانت تعطى غيره، ولماذا ضاعفت الأجر؟ الجواب عن ذلك أنها وقع فى نفسها أن التجارة ستكون رابحة بفضل الأمانة، ولتشجعه على الحرص، وربما تكون رغبة خفية، جعلتها تعامله بما لم تعامل به غيره، وأخفت ما لا تبديه مما جرى من خير بعد ذلك.
ولقد سارع محمد عليه الصلاة والسلام، إلى عمه الحبيب يخبره بما جرى، لأنه طلبته، فسر عمه، وقال له «إن هذا رزق ساقه الله تعالى إليك» .

نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست