responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 133
يهداهم إلى الحق واجتناب الاثام، فمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم، ليس من طبعه الاعتزال، بل من طبعه الاتصال بالناس، ليعرف مواطن الصحة ومواطن المرض، فاعتزال الحياة والأحياء ليس من الطبع القوى، بل هو من الضعف العصبى، إلا أن يكون لعبادة، فإنه إن اعتزل الناس استأنس بالله، فيقدم من بعد ذلك على الناس، وقد ادخر لنفسه قوة يسير بها فى الحياة.

حرب الفجار
107- الفجار مصدر فاجر، فمصدر فاعل فعالا أو مفاعلة، كقتال ومقاتلة، ونقاش ومناقشة، والفجار معناه تبادل الفجور، أى وقع فيه كل من المتحاربين، وكان الفجور الذى تبادله الفريقان، هو أنهما أقدما على القتال فى الشهر الحرام، وابتداء القتال فيه كان حراما فى الجاهلية، ولعله بقية من بقايا إبراهيم عليه السلام، ولذلك جاء الإسلام بتحريم ابتداء القتال فيه أو السير بالقتال فيه إلا لضرورة، ولقد قال الله تعالى: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة، كما يقاتلونكم كافة، واعلموا أن الله مع المتقين» [1] .
والأشهر الحرم كما روى عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم هى «ذو القعدة وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذى بين جمادى وشعبان» وكان القتال فيها حراما ليكون الأمن والاطمئنان فى الحج إلى البيت والعودة منه، وكان رجب محرما فيه القتال، لأنه شهر عمرة مضر.
وقصة هذه الحرب، التى انتهك فيها الشهر الحرام كما جاءت فى كتب السيرة، أن رجلا من بنى هوازن اسمه عروة الرجال أجار عيرا للنعمان بن المنذر فيها تجارة وطيب وحرير، ومعنى إجارتها منع أى أحد من أن يعتدى عليها، ويقال إنها فى جواره، وتسمى هذه العير اللطيمة.
فلما كانت هذه الإجارة كبر على بعض رجال كنانة وهو البراض بن قيس، فقال غاضبا:
أتجيرها على كنانة، فقال عروة: نعم وعلى الخلق كله.
فسار الرجلان، وقد غافل البراض الكنانى عروة، وقتله، فقامت الحرب بين القبيلتين وانضمت قريش إلى كنانة، والتقت كنانة وقريش مع هوازن، واقتتلوا أربعة أيام، حضر النبى عليه الصلاة والسلام رابعها. وكان اليوم الذى حضره النبى صلى الله تعالى عليه وسلم هو أشدها.

[1] سورة التوبة: 36.
نام کتاب : خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست