responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جوامع السيرة - ط المعارف نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 263
ثم لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي مات فيه، كان في بيت ميمونة أم المؤمنين، ثم استأذن صلى الله عليه وسلم نساءه أن يمرض في بيت عائشة أم المؤمنين، فأذن له في ذلك [1] .
وعرض عليه عند إغمائه أن يلدوه، فنهاهم عن ذلك، فتمادوا على أمرهم ولدوه. واللد: شيء كانت تصنعه العرب، وهو دواء في شقي الفم. فلما أفاق أمر بالاقتصاص منهم كلهم، فلدوا كلهم، حاشا عمه العباس، فإنه لم يحضر ذلك الفعل إذ لدوه. ولدت سودة أم المؤمنين وهي صائمة [2] .
فلما كان يوم الخميس قبل موته صلى الله عليه وسلم بأربع ليال اجتمع عنده جمع من الصحابة، فقال عليه السلام: ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً، لا تضلون [3] بعدي. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أراد بها الخير، فكانت سبباً لامتناعه من ذلك الكتاب، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندنا كتاب الله، وحسبنا كتاب الله. وساعده قوم، حتى قالوا: أهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم [4] وقال آخرون: أجيبوا بالكتف والدواة يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لا تضلون بعده. فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بالخروج من عنده. فالرزية كل الرزية ما حال

[1] جاء في المحلى 7: 82: ونستحب للمرأة والرجل أن يتطيبا عند الإحرام بأطيب ما يجدانه من الغالية والبخور بالعنبر وغيره، ثم لا يزيلانه عن أنفسهما؛ وكره الطيب للمحرم قوم؛ وقد دافع ابن حزم عن التطيب وأنكر على من كرهوه للمحرم.
[2] هو " كتاب حجة الوداع " ومنه نسخة خطية بمكتبة فيض الله بالآستانة، مصورة على ميكروفيلم في معهد إحياء المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية. وسننشره إن شاء الله تعالى.
[3] راجع ابن هشام 4: 291، 298 - 317، وابن سعد 2 / 2: 10 - 80، والطبري 3: 192 - 207، وابن سيد الناس 2: 335 - 242، وابن كثير 5: 223 - 244، والإمتاع: 540 - 551 والمواهب 2: 474 - 505، وتاريخ الخميس 2: 160 - 173، والبخاري 6: 9 - 16.
[4] كتب في هامش النسخة: الصواب ثمانية إلا شيئاً، لأن أحداً كان على رأس الثالثة - كما تقدم -.
نام کتاب : جوامع السيرة - ط المعارف نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست