responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري    جلد : 2  صفحه : 350
حسبما تقدّم ذكره ولما أعيد الى الخلافة كتب بذلك الى سائر البلاد وتم أمره ثم بذل الخزائن والاموال فى الجند وباع ضياعا وغيرها حتى تمم عطاءهم

قلع الحجر الاسود من الكعبة ونقله الى هجر
ثم فى سنة سبع عشرة وثلثمائة سير المقتدر ركب الحاج مع منصور الديلمى فوصلوا الى مكة سالمين فوافاهم فى يوم التروية الملعون عدوّ الله أبو طاهر القرمطى فقتل الحجيج فى المسجد الحرام قتلا ذريعا وهم محرمون وفى أزقة مكة وفى داخل البيت وحوله وقتل ابن محارب أمير مكة وعرّى البيت وقلع باب الكعبة واقتلع الحجر الاسود وأخذه الى هجر وطرح القتلى فى بئر زمزم ودفن الباقى فى المسجد الحرام وحيث قتلوا بغير كفن ولا غسل ولا صلى على أحد منهم كذا فى الكامل* يقال دخل القرمطى مكة بأناس قلائل نحو سبعمائة فلم يطق أحد ردّه خذلانا من الله تعالى فقتلوا حول البيت ألفا وسبعمائة وصعد اللعين على عتبة الكعبة ونادى
أنا بالله وبالله أنا ... أخلق الخلق وأفنيهم أنا
ويقال ان القتلى بمكة وبظاهرها فى هذه الكائنة أكثر من ثلاثين ألف انسان وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك ومدّة اقامته بمكة ستة أيام ولم يحج أحد ولا وقف بالناس امام سنة سبع عشرة وثلثمائة كذا فى سيرة مغلطاى فكان من القتلى شيخ الحنفية ببغداد أبو سعيد أحمد بن على البردعى والحافظ أبو الفضل محمد بن أبى الحسين الهروى وبعد عود القرمطى الى هجر رماه الله فى جسده وطال عذابه وتقطعت أوصاله وتناثر الدود من لحمه الى أن مات وبقى الحجر الاسود عند القرامطة نحو عشرين سنة ولما أخذه القرمطى وساربه الى هجر هلك تحته أربعون جملا فلما أعيد الى مكة حمل على قعود هزيل فسمن تحته* ولما كان الحجر عندهم دفع فيه بحكم التركى خمسين ألف دينار ليردّه الى مكانه فأبوا وقالوا قد أخذناه بأمر ولا نردّه الا بأمر وقد مرّ فى بناء الكعبة* وفيها فى آخر ذى القعدة انقض كوكب عظيم وصار له ضوء عظيم جدّا وفيها هبت ريح شديدة وحملت رملا أحمر شديد الحمرة فعمّ جانبى بغداد وامتلات منه البيوت والدور يشبه رمل طريق مكة كذا فى الكامل* وأما المقتدر فاستمرّ فى الخلافة الى أن قتل فى يوم الاربعاء السابع والعشرين من شوّال سنة عشرين وثلثمائة فى حرب كان بينه وبين مونس من البربر فضربه رجل منهم من خلفه ضربة سقط منها الى الارض فقال له ويحك أنا الخليفة فقال أنت المطلوب وذبحه بالسيف وشال رأسه على رمح ثم سلب ما عليه وبقى مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش ثم حفر له فى الموضع ودفن وعفى أثره* وفى سيرة مغلطاى صاحب المقتدر قرناء السوء حتى أخرجوه ليتفرّج على لاعب فى الميدان فاشتغل الناس باللاعب عن حراسة الخليفة فلما رأى اللاعب الناس قد أبعدوا عنه ركض فرسه اليه وطعنه فى صدره بحربة ثم مر اللاعب يطلب دار الخلافة نحو القاهر فعلق به كلاب فى دكان قصاب فخرج الفرس من تحته فبقى معلقا فمات فى الوقت وأحرق وكان قتله يوم الاربعاء لثلاث ليال بقين من شوّال سنة عشرين وثلثمائة وقيل انه قتل فى حرب كانت بينه وبين مونس الخادم الملقب بالمظفر وأعيد بعده الى الخلافة أخوه القاهر* وكانت خلافة المقتدر أوّلا وثانيا وثالثا خمسا وعشرين سنة الا اياما* وفى سيرة مغلطاى كانت خلافته أربعا وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام وقيل وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما انتهى وعاش ثمانيا وعشرين أو ثلاثين سنة وكان سخيا مبذرا يصرف فى كل سنة للحج اكثر من ثلثمائة ألف دينار وكان فى داره أحد عشر ألف غلام خصيان غير الروم والصقالبة والسود* وقال الصولى كان المقتدر يفرّق يوم عرفة من الابل والبقر أربعين ألف رأس ومن الغنم خمسين ألف رأس ويقال انه أتلف من الذهب ثمانين ألف ألف دينار فى أيامه قال الذهبى انه كان مسرفا مبذرا للمال ناقص الرأى أعطى جارية له الدرّة اليتيمة وزنها

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري    جلد : 2  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست