responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري    جلد : 2  صفحه : 342
بالله فى التاسع والعشرين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وله بضع وثلاثون سنة* قال الذهبى لما خلعوا المعتز أحضروا محمد بن الواثق بالله فبايعوه ولقب بالمهدى بالله وكان صالح بن وصيف رئيس الامراء ولما طلب المهتدى لم يقبل بيعة أحد حتى أتوا بالمعتز فلما رأى المهتدى قام له وسلم عليه بالخلافة وجلس بين يديه وجىء بالشهود فشهدوا على المعتز أنه عاجز عن الخلافة فاعترف بذلك ومدّيده وبايع المهتدى فارتفع حينئذ المهدى الى صدر المجلس وقال لا يجتمع سيفان فى غمد وهذا من كلام أبى ذؤيب
تريدين كيما تجمعينى وخالدا ... وهل يجمع السيفان ويحك فى غمد
وكان المهتدى قد اطرح الملاهى وسدّ باب اللهو والغناء وحسم الامراء عن الظلم وكان شديد الاشراف على أمر الدواوين يجلس بنفسه ويجلس الكتاب بين يديه فيعملون الحساب* قال الذهبى لما دخلت سنة ست وخمسين ومائتين عبى موسى بن بغا عسكره بأكمل زينة وزحف على سامرا مجمعا على الفتك بصالح وصاحت العامّة يا فرعون جاءك موسى ثم هجم موسى بمن معه على المهتدى بالله وأركبوه فرسا وانتهبوا القصر وأدخلوا المهتدى دارا وهو يقول ويحك يا موسى ما بك فيقول وتربة أبيك لا ينالك سوء فحلفوه أن لا يمالئ صالحا وطلبوا صالحا ليناظروه على سوء فعاله فاختفى فردّوا المهتدى الى قصره ثم ظفروا بصالح وقتلوه*

وفاة حافظ العصر البخارى
وفى ليلة عيد الفطر من هذه السنة مات شيخ الاسلام وحافظ العصر محمد بن اسماعيل البخارى وله اثنتان وستون سنة وكان مولده يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوّال سنة أربع وتسعين ومائة وقبره فى قرية مشهورة عندهم بخرتنك قرب على آباد من توابع سمرقند* وفى الكشف شرح المنار فى ان المحدث غير الفقيه يغلط كثيرا فقد روى عن محمد ابن اسماعيل صاحب الصحيح أنه استفتى فى صبيين شربا من لبن شاة فأفتى بثبوت الحرمة بينهما فأخرج به من بخارا اذ الاختية تتبع الامية والبهيمة لا تصلح أما للادمى وفيها مات قاضى مكة الزبير ابن بكار الاسدى أحد الاعلام وفيها قتل المهتدى بالله يقال ان الامراء والاتراك خرجوا عليه واتفقوا على خلعه فلبس سلاحه فى اناس قلائل من حاشيته وشهر سيفه عليهم وخرج وحاربهم أشدّ المحاربة ثم أحاطوا به وأسروه وخلعوه وقتلوه شهيدا فى شهر رجب سنة ست وخمسين ومائتين فكانت خلافته سنة الا خمسة عشر يوما* وفى سيرة مغلطاى كانت خلافته أحد عشر شهرا وتسعة عشر يوما وقتل بالسكين بسر من رآى لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين انتهى وعاش ثمانيا وثلاثين سنة*

(ذكر خلافة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد هارون بن المهدى بن المنصور)
* أمير المؤمنين أبى العباس الهاشمى العباسى وأمه أم ولد رومية اسمها فتيان ولد سنة تسع وعشرين ومائتين بسر من رآى* صفته* كان أسمر ربعة رقيقا مدوّر الوجه مليح العينين صغير اللحية أسرع اليه الشيب بويع بالخلافة بعد قتل ابن عمه المهتدى* قال الذهبى خلعوا المهتدى بالله قبل قتله وبايعوا المعتمد هذا وتم أمره فى الخلافة وطالت أيامه وكان منهمكا فى اللذات فجعل أخاه الموفق طلحة ولى عهده على الامور وانهمك هو فى اللذات فاستولى أخوه المذكور جميع تعلقات الخلافة وقوى أمره وصار اليه العقد والحل وانقهر معه المعتمد وصار كالمحجور عليه معه وكان الموفق يتولى محاربة الافرنج هو وولده أحمد المعتضد والمعتمد هذا غارق فى السكر وكان يعربد فى سكره على الندماء وكان أخوه الموفق محسا للرعية والجند وعنده سباسة ومعرفة بالامور والتدبير وكان الموفق يلقب بالناصر لدين الله ولو أرادوا الوثوب على الامر لحصل له ذلك لانه هو صاحب الجيش والعساكر وما لاخيه المعتمد هذا سوى اسم الخلافة لا غير ولم يزل الموفق على ما هو عليه من الامر والنهى الى ان مرض ومات فى سنة ثمان وسبعين ومائتين فى حياة أخيه المعتمد وكان الموفق قد حبس ولده فى حياته فلما احتضر

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري    جلد : 2  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست