responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري    جلد : 2  صفحه : 317
وعلى وعمر بن عبد العزيز رضى الله عنهم ولما وليها أبطل سب على بن أبى طالب وجعل مكان ذلك انّ الله يأمر بالعدل والاحسان الاية وكان ذلك اللعن مستمرّا منذ ست وسبعين سنة* وفى رواية الاصح منذ ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر وذلك ألف شهر* روى ان عمر خلا بصعلوك وأمره ان يحىء اليه غدا حين كان عمر جالسا بين أظهر الناس فيخطب اليه ابنته وقال له انى سأقول كذا وكذا وأنت قل كذا وكذا ولا تخف فان فيه مصلحة فجاء الرجل من الغد فى مثل الوقت الذى أمره عمر ان يأتيه فيه فقال يا أمير المؤمنين ان لى اليك حاجة قال وما حاجتك قال انا رجل فقير أيم وأنت خليفة عادل تكفى مؤن الناس وتقضى حوائج الخلق فانى أخطب اليك ابنتك فهمّ الناس بزجره وايذائه فمنعهم عمر عن ذلك وقال للرجل أنت فقير وأنا خليفة فلا كفاءة بيننا قال الرجل لئن كنت خليفة فلست بأكبر من النبىّ صلى الله عليه وسلم ولئن كنت صعلوا كلسيئ الحال فلست بأسوأ من علىّ بن أبى طالب من حيث انكم تلعنونه على المنابر وهو كان ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم فصاح عمر وقال يا أيها الناس ألزمنى هذا الرجل لا أقدر على جوابه فأجيبوه فلما لم يجبه أحد أمر عمر برفع اللعن وتركه بعد ذلك وجاء فى التواريخ وجه آخر فى ترك اللعن وهو أنّ عمر أمر يهوديا ان يخطب اليه ابنته فخطبها اليهودى فقال له عمر كيف تحطب الىّ وأنت يهودى فقال اليهودى فكيف زوّج نبيكم ابنته من على بن أبى طالب فقال عمر ويحك انّ عليا من عظماء الدين وأكابر المسلمين فقال اليهودى فلم تلعنونه على المنابر فأقبل عمر على الناس فقال لهم أجيبوه ولما عجزوا عن الجواب أمر بترك اللعن وجعل مكانه ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان الاية وفيه قيل شعر
وليت ولم تشتم عليا ولم تحف ... بريا ولم تتبع سجية مثلم
وقلت فصدّقت الذى قلت بالذى ... فعلت وأضحى راضيا كل مسلم
وكان عمر صالحا ورعا زاهدا فقيها ولما ولى أبطل جميع ما كان أهله تتصرف من بيت المال كما مرّ وضيق على نفسه وعلى أهله تضييقا كثيرا* وعن مسلمة بن عبد الملك قال دخلت على أمير المؤمنين عمر أعوده فى مرضه الذى مات فيه فاذا عليه قميص لا يساوى أربعة دراهم فقلت لفاطمة بنت عبد الملك يا فاطمة اغسلى قميص أمير المؤمنين فقالت نفعل ان شاء الله تعالى ثم عدت فاذا القميص على حاله فقلت يا فاطمة ألم آمرك ان تغسلى قميص أمير المؤمنين فان الناس يعودونه فقالت والله ماله قميص غيره وأخشى ان أقلعه يبقى عريانا هذا وخراج الارض كلها يحمل اليه مع ما كان عليه من الترفه والمال قبل أن يلى الخلافة* قال رجاء بن حيوة فلما استخلف عمر قوّمت ثيابه وعمامته وقميصه وقباؤه وخفاه ورداؤه فاذاهنّ يعدلن اثنى عشر درهما كذا فى حياة الحيوان

ذكر من مات من المشاهير فى خلافة عمر بن عبد العزيز
وفى خلافته سنة مائة مات أبو امامة سهل بن حنيف الانصارى ولد فى حياة النبىّ صلى الله عليه وسلم وكان من علماء التابعين ومات معه بشر بن سعيد العالم الربانى المجاب الدعوة أحد التابعين بالمدينة والامام خارجة بن زيد بن ثابت الانصارى المدنى أحد الفقهاء السبعة والامام أبو عثمان النهدى بالبصرة عن مائة وثلاثين سنة وقد أسلم زمن النبىّ صلى الله عليه وسلم وأنفذ اليه بزكاته وشهد اليرموك وكان يصلى حتى يغشى عليه وشهر بن حوشب الاشعرى بالشام وفيها مات محمد بن مروان بن الحكم الامير نائب الجزيرة وأذربيجان* وذكر ابن عساكر وغيره ان عمر بن عبد العزيز كان شدّد على أقاربه وانتزع كثيرا مما فى أيديهم فتبرّموا به وسموه* يروى أنه دعا بخادمه الذى سمه فقال له ويحك ما حملك على ان تسقينى السم قال ألف دينار أعطيتها قال هاتها فجاء بها فأمر بطرحها فى بيت المال وقال لخادمه اذهب حيث لا يراك أحد كذا فى حياة الحيوان*

(ذكر وفاته)
* وتوفى أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بن مروان

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري    جلد : 2  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست