نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 293
ساجدا حتى جاءت فاطمة فألقته عن ظهره فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم اللهمّ عليك بالملأ من قريش اللهمّ عليك بعتبة بن ربيعة اللهمّ عليك بشيبة بن ربيعة اللهمّ عليك بأبى جهل بن هشام اللهمّ عليك بعقبة بن أبى معيط اللهمّ عليك بأبىّ بن خلف أو أمية بن خلف* قال عبد الله فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ثم سحبوا الى القليب غير أمية فانه كان رجلا ضخما فتقطع ولما كثر أنواع الاذى من المشركين استتر رسول الله صلّى الله عليه وسلم مع أصحابه فى دار الا رقم بن أبى الارقم بن أسد وأقاموا فى تلك الدار شهرا وهم تسعة وثلاثون رجلا* وفى الصفوة أرقم بن أبى الارقم أسلم بعد ستة نفر وكان داره بمكة على الصفا فيها استتر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ودعا الناس فيها الى الاسلام وتصدّق بها الارقم على ولده فلم يزل المنصور يرغب ولده فى المال حتى باعه اياها ثم أعطاها المهدى الخيزران وقد يقال هى بأصل الصفا ويقال عند الصفا فالكل واحد وهى التى تسمى الآن بدار الخيزران* وفى كتاب الغزى كان صلّى الله عليه وسلم مستترا فيها فى بدء الاسلام وكان بها اجتماع من أسلم من الصحابة وبها أسلم عمر وحمزة وغيرهما ومنها ظهر الاسلام قاله العقبى* وفى هذه السنة ولد أسامة بن زيد وأنس بن مالك والمغيرة بن شعبة الثقيفى وأبو موسى الاشعرى وزيد بن خالد الجهنى وحبيب بن مسلمة الفهرى كذا فى سيرة مغلطاى* وفى هذه السنة توفيت سمية بنت حباط مولادة أبى حذيفة بن المغيرة وهى أمّ عمار بن ياسر أسلمت بمكة قديما وكانت ممن يعذب فى الله عز وجل لترجع عن دينها فلم ترجع فمرّ بها أبو جهل فطعنها فى قلبها فماتت وكانت عجوزا كبيره فهى أوّل شهيدة فى الاسلام وفى السنة السادسة من النبوّة أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب وقد قيل أسلما فى سنة خمس كذا فى المنتقى وكان اسلام حمزة قبل اسلام عمر بثلاثة أيام بعد دخول النبىّ صلّى الله عليه وسلم دار الارقم كذا فى الصفوة*
(ذكر اسلام حمزة)
* أما سبب اسلام حمزة فهو انّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم كان جالسا عند الصفا فمرّ به أبو جهل فشتمه وأذاه وقال فيه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لامره فلم يكلمه رسول الله صلّى الله عليه وسلم واذا مولاة لعبد الله بن جدعان فى مسكن لها تسمع ذلك ثم انصرف أبو جهل عنه فعمد الى نادى قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب ان أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنصه وكان اذا رجع من قنصه لم يصل الى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان اذا فعل ذلك لم يمرّ على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدّث معهم فلما مرّ بالمولاة وقد رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى بيته قالت له يا أبا عمارة لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد آنفا من ابى الحكم بن هشام وجده ههنا جالسا فأذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته وكان أعزفتى فى قريش واشدّها شكيمة فخرج يسعى لم يقف على احد معدا لابى جهل اذا لقيه أن يوقع به فلما دخل المسجد نظر اليه جالسا فى القوم فأقبل نحوه حتى اذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجة منكرة وقال اتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول فاردد ذلك علىّ ان استطعت فقامت رجال من بنى مخزوم الى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة فانى والله سبيت ابن أخيه سبا قبيحا وتم حمزة على اسلامه وعلى مبايعة النبىّ صلّى الله عليه وسلم فلما أسلم حمزة عرفت قريش ان رسول الله قد عز وامتنع وان حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون من النبىّ صلّى الله عليه وسلم وفى المواهب اللدنية قال حمزة حين أسلم
حمدت الله حين هدى فؤادى ... الى الاسلام والدين الحنيفى
لدين جاء من رب عزيز ... خبير بالعباد بهم لطيف
اذا تليت رسائله علينا ... تحدّر دمع ذى اللب الخصف
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الدِّيار بَكْري جلد : 1 صفحه : 293