نام کتاب : بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته نویسنده : الزندانى، عبد المجيد جلد : 1 صفحه : 160
ووصفت هذه المنطقة أيضا بأنها محجورة أي ممنوعة، ونفهم من هذا اللفظ معنى مستقلا عن الأول أي أنها أيضا منطقة ممنوعة على كائنات أخرى من أن تدخل إليها فهي: حجر (حبس، محجر) على الكائنات التي فيها. محجورة على الكائنات الحية بخارجها.
ويكون المعنى عندئذ: وجعل بين البحر والنهر برزخا مائيّا هو: الحاجز المائي المحيط بماء المصب، وجعل الماء بين النهر والبحر حبسا على كائناته الحية ممنوعا عن الكائنات الحية خارجه الخاصة بالبحر والنهر.
ولم يتيسر للمفسرين الإحاطة بتفاصيل الأسرار التي ألمحت إليها الآية؛ لأنها كانت غائبة عن مشاهدتهم لذلك تعددت أقوالهم في تفسير معانيها الخفية:
فقال بعضهم في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ [الفرقان: 53] أي خلطهما فهما يلتقيان.
ويستند هذا القول إلى المعنى اللغوي للفظ: مَرَجَ.
وقررت طائفة أخرى من المفسرين أن معنى وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ أي (وهو الّذي أرسلهما في مجاريهما فلا يختلطان) .
قال ابن الجوزي: قال المفسرون: والمعنى أنه أرسلهما في مجاريهما فما يلتقيان، ولا يختلط الملح بالعذب، ولا العذب بالملح [1] .
وقال أبو السعود: وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ: أي خلاهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان، من: مرج دابته: أخلاها [2] .
وبمثله قال البيضاوي [3] والشنقيطي في أحد قوليه [4] وطنطاوي جوهري [1] زاد المسير: 6/ 90. [2] تفسير أبو السعود: 6/ 225. [3] مجموعة التفاسير: 4/ 451. [4] ج 24 ص 18.
نام کتاب : بينات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته نویسنده : الزندانى، عبد المجيد جلد : 1 صفحه : 160