إلى العالم، ورحمة لهذه الإنسانية[1]. فيقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [2].
وفي موضع آخر يصفه بالصفة الجامعة لكل خصال الخير وجميع الفضائل الإنسانية، فيقول: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [3].
والخلق العظيم هو جوهر رسالته صلى الله عليه وسلم, فهو القائل: "بعثت لأتمم حسن الأخلاق"[4] ولقد عاش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخلاقيًّا من طفولته إلى أن لقي ربه، فقد كان قومه ينادونه بصفة نادرة في ذلك الزمان وقبل أن يبعث؛ فقد نادوه وعرف بينهم بـ"الصادق الأمين". وعظمة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ليست في أنه يمتاز بمجموعة من الأخلاق الإنسانية العالية فحسب، فهو الأمين إذا ذُكرت الأمانة، وهو الصادق إذا ذكر الصدق، وهو الوفي الكريم، الزاهد، الشجاع، المتواضع، الرحيم, البار، الحكيم، الفصيح، البليغ, العابد، كان الرسول هذا كله وكان فوق هذا، فكانت أخلاقه فوق الصعاب وفوق كل الظروف والتقلبات التي تأتي بها الأيام، لقد كان قادرًا على أن [1] انظر في ذلك: البحث القيم الذي كتبه الأستاذ الدكتور عبد الحليم عويس بعنوان شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: الجزيرة العربية في عهد الرسول والخلفاء الراشدين" جـ1 ص63 إلى ص93. وهو مرجعنا الأساسي في تلك المقدمة. [2] الأنبياء: 107. [3] القلم: 4. [4] مسند الإمام أحمد بن حنبل حـ2 ص 281.