نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي جلد : 8 صفحه : 121
غيرتك، قال: وعليك أغار يا رسول اللَّه [ (1) ] ؟ وخرجه في النكاح، في باب الغيرة [ (2) ] . وخرجه مسلم من حديث سفيان، عن عمرو، وابن المنكدر [أنهما] سمعا جابرا [رضى اللَّه عنه] ، يخبر عن النبي فذكره [ (3) ] .
وخرج الإمام أحمد من حديث سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه [عنهما] ، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: رأيت كأنى أتيت بكثلة تمر، فعجمتها في فمي، فوجدت فيها نواة آذتني، فلفظتها، ثم أخذت فيها نواة، فلفظتها] ، فقال أبو بكر رضى اللَّه عنه: دعني، فلأعبرها، فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: اعبرها، قال [رضى اللَّه عنه:] هو جيشك الّذي بعثت، يسلمون ويغنمون، فيلقون رجلا، فينشدهم ذمتك، فيدعونه، ثم
[ (1) ] (المرجع السابق) : حديث رقم (7024) ، قوله: «القصر في المنام» قال أهل التعبير: القصر في المنام عمل صالح لأهل الدين، ولغيرهم حبس وضيق، وقد يفسر دخول القصر بالتزويج.
[ (2) ] (فتح الباري) : 9/ 399، كتاب النكاح، باب (108) الغيرة، حديث رقم (5226) .
[ (3) ] (مسلم بشرح النووي) : 15/ 172، كتاب فضائل الصحابة، باب (2) من فضائل عمر رضى اللَّه عنه، حديث رقم (2394) .
قوله: «الغيرة بفتح المعجمة وسكون التحتانية بعدها راء. قال عياض وغيره: هي مشتقة من تغير القلب، وهيجان الغضب، بسبب المشاركة فيما به الاختصاص، وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين.
هذا في حق الآدمي.
وأما في حق اللَّه تعالى، فقال الخطابي: أحسن ما يفسر به، ما فسر به، حديث أبى هريرة: «وغيرة اللَّه أن يأتى المؤمن ما حرّم اللَّه عليه» .
قال عياض: ويحتمل أن تكون الغيرة في حق اللَّه الإشارة إلى تغير حال فاعل ذلك، وقيل: الغيرة في الأصل الحمية والأنفة، وهو تفسير يلازم التغير فيرجع الغضب، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه في كتاب العزيز الغضب والرضا.
وقال ابن العربيّ: التغير محال على اللَّه بالدلالة القطعية، فيجب تأويله بلازمه، كالوعيد أو إيقاع العقوبة بالفاعل، ونحو ذلك.
ثم قال: ومن أشرف وجوه غيرته تعالى، اختصاصه قوما بعصمته، يعنى فمن ادعى شيئا من ذلك لنفسه عاقبه، قال: وأشد الآدميين غيرة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لأنه كان يغار للَّه ودينه، ولهذا كان لا ينتقم لنفسه صلّى اللَّه عليه وسلّم.
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي جلد : 8 صفحه : 121