نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي جلد : 12 صفحه : 75
أتيناك يا خير البرية كلها ... لترحمنا مما لقينا من الأزل
أتيناك تشكو خطة جل أمرها ... لسبع سنين واقفين على محل
فإن تدع أخرى بالقحوط فإننا ... أحاديث طسم ما دعاؤك بالهزل
وإن تدع بالسقيا وبالعفو ترسل ... السماء لنا والمرء يبقى علنى الأصل
أتيناك والعذراء يدمي لثامها [ (1) ] ... وقد ذهلت [ (2) ] أم الصبي عن الطفل
[ () ] وكان من شعراء الجاهلية وفرسانهم، وكان الحارث بن أبي شمر الغساني- وهو الأعرج- وجه إلى المنذر بن ماء السماء مائة فرس، فلما تمكنوا منه قتلوه وركبوا خيلهم، فقتل أكثرهم ونجا لبيد، حتى أتى ملك غسان فأخبره الخبر، فحمل الغسانيون على عسكر المنذر فهزموهم، وهو يوم حليمة. وكانت حليمة بنت ملك غسان طيبت هؤلاء الفتيان حين توجهوا وألبستهم الأكفان والدروع وبرانس الإضريج [ضرب من الأكسية] . وأدرك لبيد الإسلام، وقدم لبيد الكوفة وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية بعد ذلك، فأقام لبيد إلى أن مات بها، فدفن في صحراء بنى جعفر بن كلاب، ويقال: إن وفاته كانت في أول خلافة معاوية، إنه مات وهو ابن مائة وسبع وخمسين، ولم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا واختلف في البيت. قال أبو اليقظان هو:
الحمد للَّه إذا لم يأتنى أجلى ... حتى كساني من الإسلام سربالا
وقال له عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أنشدنى من شعرك، فقرأ سورة البقرة وقال: ما كنت لأقول شعرا بعد إذ علمني اللَّه سورة البقرة وآل عمران، فزاده عمر في عطائه خمسمائة درهم، وكان ألفين، فلما كان في زمن معاوية، قال معاوية: هذان الفودان، فما بال العلاوة يعنى بالفودين الألفين، وبالعلاوة الخمسمائة- وأراد أن يحطه إياها، فقال: أموت الآن وتبقى لك العلاوة والفودان. فرمد له معاوية، وترك عطاءه على حاله، فمات بعد ذلك بيسير.
ومما يستجد من شعره:
وكل امرئ سيعلم سعيه ... إذا كشفت عند الإله المحاصل
وهذا البيت يدل على أنه قيل في الإسلام، وهو شبيه بقول اللَّه تبارك وتعالى: وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ [العاديات: 10] ، أو كان لبيد قبل إسلامه يؤمن بالبعث والحساب. (الشعر والشعراء) : 167- 174، ترجمة لبيد بن ربيعة مختصرا.
[ (1) ] في (دلائل البيهقي) : «لبانها» .
[ (2) ] في (دلائل البيهقي) : «شغلت» .
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي جلد : 12 صفحه : 75