responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 12  صفحه : 213
كان يدخل على أم حرام بنت ملحان، فتطعمه، وكانت أم حرام بنت ملحان تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوما فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت يا رسول اللَّه ما يضحكك؟ قال: ناس من أمتي غزاة في سبيل اللَّه يركبون ثبج البحر

[ () ] تكون معهم وقد وجد بحمد اللَّه تعالى كل ذلك. وفيه فضيلة لتلك الجيوش وأنهم غزاة في سبيل اللَّه. واختلف العلماء متى جرت الغزوة التي توفيت فيهما أم حرام في البحر وقد ذكر في هذه الرواية في مسلم أنها ركبت البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها فهلكت قال القاضي:
قال أكثر أهل السير والأخبار أن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وأن فيها ركبت أم حرام وزوجها الى قبرس فصرعت عن دابتها هناك. فتوفيت ودفنت هناك.
وعلى هذا يكون قوله في زمان معاوية معناه في زمان غزوة في البحر لا في أيام خلافته قال: وقيل: بل كان ذلك في خلافته قال وهو أظهر في دلالة قوله في زمانه.
وفي هذا الحديث جواز ركوب البحر للرجال والنساء وكذا قاله الجمهور، وكره مالك ركوبه للنساء لأنه لا يمكنهن غالبا التستر فيه ولا غض البصر عن المتصرفين فيه ولا يؤمن انكشاف عوراتهن في تصرفهن لا سيما فيما صغر من السفيان مع ضرورتهن إلى قضاء الحاجة بحضرة الرجال.
قال القاضي- رحمه اللَّه تعالى- وروى عن عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- منع ركوبه، وقيل: إنما منعه العمران للتجارة وطلب الدنيا لا للطاعات وقد روى ابن عمر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم النهي عن ركوب البحر إلا لحاج أو معتمر أو غاز.
وضعف أبو داود هذا الحديث وقال: رواته مجهولون واستدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن في القتال في سبيل اللَّه تعالى والموت فيه الأجر، لأن أم حرام ماتت ولا دلالة فيه لذلك لأنه صلّى اللَّه عليه وسلم لم يقل: إنهم شهداء، إنما يغزون في سبيل اللَّه، ولكن قد ذكر مسلم في الحديث الّذي بعد هذا بقليل حديث زهير بن حرب من رواية أبي هريرة من قتل في سبيل اللَّه فهو شهيد، ومن مات في سبيل اللَّه فهو شهيد، وهو موافق لمعنى قول اللَّه تعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.
نام کتاب : إمتاع الأسماع نویسنده : المقريزي    جلد : 12  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست