responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار    جلد : 1  صفحه : 63
نشبت الخصومة- ثم قبض عليه وحبسه حتى مات، فلقد أدى ذلك إلى ثورة عاصفة بين القبائل العربية في كل شبر من الوطن العربي ... وكان الوطن العربي حينئذٍ يشمل شبه الجزيرة العربية إلى مشارف العراق والشام - وكان معنى هذه الثورة العربية على ملك الفرس التضامن التام والوحدة الشاملة بين العرب، فتناسوا ما شجر بينهم من خلاف واجتمعوا تحت راية العروبة، والتقوا بكسرى في حرب عنيفة انتهت بتغلبهم عليه وهزيمة الفرس أمامهم، وكان هذا النصر ولا يزال أساسًا لفخرهم على توالي الأزمنة والعصور.
ولما كانت المرأة شطر المجتمع والرجل شطره الآخر، فإن العلاقة بين الرجل والمرأة توضح لنا إلى حد كبير قيمة المجتمع ودرجة رقيه أو انحطاطه، ذلك بأن المرأة هي الأم وهي الأخت وهي البنت، وهي بذلك جزء لا ينفصل عن المجتمع، بل يتحرك أبدًا بحركته ويسكن بسكونه كما يزدهر بازدهاره ويذبل بذبوله.
ولقد زعم بعض المؤرخين أن العرب كانوا يكرهون المرأة ويحتقرونها! واستدلوا على ذلك بعادة وأد البنات التي كان موجودة لديهم، والتي أشار الله -عز وجل- إليها في قوله:
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [1].
وفي قوله: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [2].
والواقع أن هذه العادة لم تكن منتشرة بين العرب، ولكنها كانت موجودة في

[1] سورة النحل، الآيتان 58 - 59.
[2] سورة التكوير، الآيتان 9 - 10.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست