نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 394
تحسنوا إليهم، ألم يشاطروكم الثمار؟ ألم يوسعوا عليكم في الديار؟ ألم يؤثروكم على أنفسهم وبهم الخصاصة؟
ألا فمن ولي أن يحكم بين رجلين، فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم ألا ولا تستأثروا عليهم".
فقال العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- للرسول -صلى الله عليه وسلم:
يا نبي الله، أوصِ بقريش.
فقال: "إنما أوصي بهذا الأمر قريشًا، والناس تبع لقريش: برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم، فاستوصوا آل قريش بالناس خيرًا.
يا أيها الناس: إن الذنوب تغير النعم، وتبدل القسم، فإذا بر الناس برهم أئمتهم، وإذا فجر الناس عقوا لهم" [1].
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [2].
وقد استمر مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشر يومًا[3]، ولما كان اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وحينما كان المسلمون يؤدون صلاة الفجر، وإذا بهم يفاجئون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسعى إليهم في هدوء ويطلع عليهم من باب حجرة السيدة عائشة، وقد أشرق وجهه بالسرور، ولمعت بين ثناياه ابتسامة عريضة، فهم أبو بكر -وكان يؤم المسلمين في الصلاة- بأن [1] هذا حديث واهٍ كما قدمنا. [2] سورة الأنعام، الآية 129. [3] قال القسطلاني في "المواهب اللدنية" 4/ 516: اختُلف في مدة مرضه، فالأكثر أنها ثلاثة عشر يومًا، وقيل أربعة عشر، وقيل اثنا عشر، وقيل عشرة أيام، وبه جزم الهيثمي، وأخرجه البيقهي بإسناد صحيح، انتهى "منتقى القاري" ص 289.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 394