نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 360
فردها عليهم. وقد أسلموا بعد ذلك وحسن إسلامهم.
وهكذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سياسته وحسن تقديره للأمور فلم يكن يزدهيه النصر ويبطره فينسى جانب العطف والرحمة في مثل هذه الظروف القاسية، وقد أثمرت هذه السياسة ثمرتها المرجوة وكانت مصدر الهدى والنور على توالي الأزمنة والعصور.
عودة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة:
وذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك إلى المدينة آمنًا مطمئنًا فائزًا غانمًا، فوصلها لستٍّ بقين من ذي القعدة سنة ثمانٍ هجرية[1].
ولقد أنزل الله في هذه الغزوة من سورة التوبة:
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ، ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [2].
وبانتصار المسلمين في حنين زالت آخر مقاومة كبيرة كانت العرب تستطيع توجيهها ضد الإسلام والمسلمين، وتم فتح الحجاز عمليًّا، كما أقبلت بعد ذلك وفود كثيرة من القبائل تعلن دخولها في الدين الإسلامي، وخضوعها للدولة الإسلامية. [1] وفي أرجح التقديرات أنه رجع إليها بعدما غاب عنها شهرين وستة عشر يومًا. [2] سورة التوبة، الآيات 25، 26، 27.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 360