نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 356
ينادي في الناس، فنادى: يا معشر الأنصار الذين آووا ونصروا، يا معشر المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة، هلموا. هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وأخذ يكرر النداء الذي هز أوتار قلوبهم، فرجعوا يتصايحون من كل جهة لبيك لبيك حتى انتظم عقدهم.
وكانت هوازن قد انحدرت من مكانها وأصبحت وجهًا لوجهٍ أمام المسلمين، وهجم الأنصار واشتد القتال. فنظر إليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهم يطيحون برءوس الأعداء قائلًا: "إن الله لا يخلف رسوله وعده"، فلما رأت هوازن أنهم معرضون للفناء، وأن كل أمل في النصر قد غض، ولّوا الأدبار منهزمين، فتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، وغنموا مؤخرة جيشهم كلها، وكانت غنائم المسلمين 25000 من الإبل، و 40000 من الشياه، 4000 أوقية من الفضة، و 6000 من الأسرى، وقد نقلت كلها في حراسة قوية إلى وادي الجعرانة[1]. [1] الجعرانة تبعد عن مكة حوالي أربعين كيلو مترًا. وقد جاء في عددها غير هذا.
حصار الطائف: 1
أما النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون قد تابعوا مطاردة العدو حتى ألجئوهم إلى صياصي الجبال، وإلى الطائف، وحاصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الطائف، ولكنها استعصت عليه لسورها الحصين، فآثر تركها[2]؛ لأنه ليس من مصلحة المسلمين بذل ضحايا كثيرة [3]، وعاد إلى الجعرانة حيث الغنائم والأسرى. ثم لم يلبث أهل [1] والطائف شرقي مكة، كثيرة الأعناب والفواكه. [2] وقد جاءت روايات في مدة حصار الطائف، رجح الحافظ ابن حجر أن أصحها خمسة عشر يومًا. [3] وقد كان قتل أثناء الحصار بضعة عشر رجلًا.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 356