نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 290
غزوة بدر، ولكنهم استخفوا بوعيده وأجابوه:
لا يغرنك يا محمد أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة إنا -والله- لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس[1]، ثم تظاهروا بالعداوة وتحصنوا في حصونهم فلم يكن هناك بد من مقابلة الشر بمثله، وإلا تعرض مركز المسلمين للتداعي والانهيار.
ويهود بني النضير -أيضًا- نقضوا العهد والميثاق مع المسلمين وبدأ الغدر والعدوان من جانبهم، فهموا بأن يلقوا على الرسول -صلى الله عليه وسلم- صخرة، وهو مستند إلى جدار في محلتهم بالقرب من قباء مع نفر من أصحابه، ثم اجتمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالمسجد وعرض الأمر عليهم، فانتهى الرأي إلى اتخاذ الحزم والصرامة معهم، فأرسل الرسول إليهم محمد بن مسلمة وقال له: "اذهب إلى يهود بني النضير وقل لهم: إن رسول الله أرسلني إليكم أن اخرجوا من بلادي، لقد نقضتم العهد الذي جعلت لكم بما هممتم به من الغدر بي، وقد أجّلتكم عشرًا، فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه" [2].
ويهود بني قريظة -كذلك- نقضوا العهد مع المسلمين في غزوة الأحزاب[3]، وقد كان ذلك في أحرج الظروف وأعنف الأزمات، وفي وقت [1] والقصة صحيحة، وانظرها في:
"سيرة ابن هشام" 2/ 426، "طبقات ابن سعد" 2/ 28، "تاريخ الطبري" 2/ 479 "مغازي الواقدي" 1/ 176، "سيرة ابن حزم" 154، "عيون الأثر" 2/ 352، "دلائل النبوة" للبيهقي 3/ 173، "البداية" 4/4، والنويري 17/ 67، و"السيرة الحلبية" 2/ 272، و"السيرة الشامية" 4/ 265، وغير ذلك. [2] انظر: "سيرة ابن هشام" 3/ 198، و"البداية" 4/ 74، وكتب التفسير عند قوله تعالى: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا..} التوبة 74، و"دلائل أبي نعيم" رقم 425، و"الخصائص" 1/ 526، و"أسباب النزول" للسيوطي 94، و"فتح الباري" 8/ 323. [3] كما مضى ذكر ذلك.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 290