نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 270
وهكذا الصاع من الشعير تخبزه زوجة جابر، والشاة الصغيرة يذبحونها ليأكل منها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع نفر قليل من أصحابه فما بالهم الآن يفاجئون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه أهل الخندق أجمعون؟ إنهم خمسمائة رجل خماص البطون، وأقل ما يكفيهم في مثل هذه الظروف عشرون صاعًا وعشرون شاة، فكيف يكفيهم صاع واحد من الشعير، وشاة واحدة؟!
إنها إذن عناية الله، ومعجزة خالدة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وقد أطمأنت بها قلوب المؤمنين، ففرحوا واستبشروا، وصبروا وصابروا وكافحوا وثابروا، وسيظل لنا من ذكراها ما يشد أزرنا، ويقوي عزائمنا، على توالي الأجيال والقرون.
الأحزاب أمام الخندق
استمر العمل في حفر الخندق ستة أيام متتابعة[1]، وكان المسلمون يعملون طوال النهار، فإذا جنّ عليهم الليل آووا إلى بيوتهم، وفي هذه الأثناء حصنت جدران المنازل التي تواجه مأتى العدو، وأخليت المساكن التي كانت وراء الخندق، وجيء بالنساء والأطفال إلى هذه المنازل التي حصنت، ووضعت الأحجار إلى جانب الخندق من ناحية المدينة، لتكون سلاحًا يرمى به العدو إذا سولت له نفسه اقتحام الخندق.
وكانت قريش وأحزابها تظن أنها -وقد خرجت في هذه الجموع الغفيرة- [1] قال في "الفتح": بأن حفر الخندق استغرق ما يقارب شهرًا. وعن موسى بن عقبة: بقوا قريبًا من عشرين ليلة، وعند الواقدي: بقوا أربعًا وعشرين، وفي "الروضة" للنووي: خمسة عشرة، وأيد ابن القيم في "الزاد" الأوّل وأنهم أقاموا شهرًا.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 270