نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 149
بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء" [1].
فلا عجب إذا سمى هذا العام في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عام الحزن، لكثرة ما أصاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه من الهموم والأحزان. [1] أورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 224 من حديث عائشة وقال: رواه أحمد بإسناد حسن. وأحاديث فضائل خديجة -رضي الله عنها- كثيرة جدًّا، انظر "مجمع الزوائد" 9/ 218 وما بعدها، و"جامع الأصول" 7/ 338 وما بعدها.
خروجه إلى الطائف:
وكان موت أبي طالب وموت السيدة خديجة مشجعًا لقريش على المضي في عدائهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- بل لقد أخذوا يسرفون في العدوان والأذى حتى بلغ الأمر بهم أن ألقى بعض السفهاء الأقذار عليه، وهو في طريقه إلى بيته[1]، وهذا مثل من أمثلة كثيرة فعلها هؤلاء المشركون الآثمون مع محمد -صلى الله عليه وسلم- في هذه الفترة.
وكان ذلك من أهم الأسباب التي جعلته يخرج إلى الطائف لعله يجد من قبيلة ثقيف -وهي أهم قبائل العرب بعد قريش- من ينصره ويؤازره.
ولكن -ويا للأسف- لم يجد منهم إلا الجحود والإعراض، والسخرية والاستهزاء، حتى لقد أغروا به عبيدهم وسفهاءهم يسبونه ويصيحون وراءه ويقذفونه بالحجارة، حتى ابتعد عن الطائف ولجأ لحديقة مملوكة لعتبة وشيبة ابني ربيعة، فاحتمى بها وجلس في ظل شجرة من أشجارها، وقد أجهده التعب، ودميت عقبه وضاق صدره، واشتد به الكرب والبلاء، ثم لجأ إلى الله بهذا الدعاء: [1] ولقد حصل هذا أول الدعوة أيضًا كما ذكرناه في موضعه.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 149