نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 144
الإسلام، فخرج في هذه المرة الثانية ثلاثة وثمانون رجلًا وإحدى عشرة امرأة[1]، فوصلوا إليها وأقاموا فيها مدة طويلة، ثم عادوا بعدأن أذن الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى المدينة[2].
وكان هذا العدد الكبير الذي هاجر في هذه المرة مقلقًا لقريش، فأخذت الظنون والوساوس الشيطانية تلعب بعقولهم، ففكروا في سد هذا الطريق على المسلمين، وأرسلوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد ومعهما الهدايا النفيسة إلى النجاشي لكي يرد المسلمين إلى مكة. فلما دخلا عليه قالا: أيها الملك إن نفرًا من بني عمنا نزلوا أرضك، ورغبوا عنا وعن ملتنا، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا أشراف قومهم لتردهم إليهم.
وقد أبى النجاشي أن يرد المسلمين الذين هاجروا إليه حتى يسمع مقالتهم ويبعث في طلبهم.
فلما جاءوا سألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم؟
فرد عليه جعفر بن أبي طالب قائلًا: أيها الملك: كنا قومًا نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ويأكل القوي الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقنا وآمنا برسالته فعذبنا قومنا ليردونا إلى عبادة الأصنام، فلما ظلمونا وضيقوا علينا خرجنا إلى بلادك واخترناك على سواك. [1] وقيل: ثماني عشرة امرأة، وقيل غير ذلك. [2] إلى أن فتح خيبر في سنة سبع من الهجرة.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار جلد : 1 صفحه : 144