responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار    جلد : 1  صفحه : 142
الشيطان في أمنيته، أي وضع الشيطان في طريق تحقيق أمنيته العقبات والعراقيل[1]، فينسخ الله ما يلقي الشيطان أي فيذهب الله ما وضعه الشيطان من تلك العقبات، ثم يحكم الله آياته أي يظهر الحق ويرسي أسسه[2] ودعائمه، والله عليم حكيم، وصدق الله العظيم حيث يقول عن كتابه الكريم: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [3].
وبهذا تبين لنا أن قصة الغرانيق قصة مختلقة، دست إلى بعض الكتب القديمة[4]. وإذن فليست هي السبب في رجوع المسلمين من الحبشة[5]، وإنما رجع هؤلاء المسلمون إلى مكة بسبب ما علموا من إسلام حمزة وعمر واعتقادهم أن إسلام هذين البطلين سيعتز به المسلمون وتقوى شوكتهم[6].

[1] وهذا مبني على وجود مقدر لم يدل عليه دليل، فكيف يحكم له؟
[2] والرأي عندي في هذا إن صح الخبر، أن معنى تمنى أي كذب واختلق، وأنه ترصد -أي الشيطان- سكتاته -صلى الله عليه وسلم- بين الآية والآية، فقال تلك الكلمات، حتى ظنها السامع من جملة الكلام وأشاعها ...
قال القرطبي: وهذا التأويل أحسن ما قيل في هذا 12/ 83.
وانظر "الشفاء" للقاضي عياض 2/ 116-131، ففيه مناقشة طويلة، وغير مما قدمته من المراجع، وكذلك "المواهب اللدنية" 1/ 248-258 الذي أطال في الكلام ورجح في الآخر هذا الذي رجحه القرطبي وذكر أنه ترجيح ابن العربي، والطبري من قبل.
[3] سورة الشعراء، الآية 210.
[4] هذا قول من جهل العلم، وكيف تدس قصة بأسانيدها في عشرات كتب التفسير والحديث، مع اختلاف النسخ، وتباين البلدان، واتفاق النقلة عن تلك الكتب.
ولا نطيل في الرد على هذا فهو أسخف من أن يجاب عنه.
[5] وهذا على كل حال، لا علاقة له بحدوث القصة أم لا.
[6] وهذا قول بعض من روى السيرة.
وقد قال ابن كثير في "البداية" 3/ 90: ذكر ابن إسحاق من عاد من مهاجرة الحبشة إلى مكة وذلك حين بلغهم إسلام أهل مكة وكان النقل ليس بصحيح، ولكن كان له سبب، وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلس مع المشركين يومًا، وأنزل الله عليه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: 1] ، فقرأها عليهم، فسجد من هناك من المسلمين والمشركين والجن والإنس، وكان لذلك سبب ذكره كثير من المفسرين -فذكر قصة الغرانيق- ثم قال:
وقد أحببنا الضرب صفحًا عن ذكر قصة الغرانيق لئلا يسمعها من لا يضعها مواضعها، إلا أن أصل القصة في الصحيح يعني الحديث الماضي عند البخاري وغيره.
نام کتاب : القول المبين في سيرة سيد المرسلين نویسنده : محمد الطيب النجار    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست