نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 596
ومن هنا نجد القرآن الكريم يعلم المؤمنين الالتزام بمكارم الأخلاق، غير عابئين بما يعترضهم من عقبات، ويعد الكرم أحد الاسباب التي حببت الناس في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول علي: "كان رسول الله أجود الناس كفا"، ومن المعروف أن الإنسان عبد الإحسان؛ ولذلك يُروى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه مسلما وهو يقول لهم: "أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء ما يخشى فيه الفاقة"[1]. [1] الشفا ج[1] ص238. ثالثا: صفات الريادة والتوجيه:
والداعية لا يكتفي بالمودة مع الناس؛ لأنه صاحب رسالة يعمل لنشرها فيهم، ويهديهم بها، وذلك لا يتأتى له إلا إذا تمتع بشخصية مؤثرة فيها قدرة الجذب النفسي، ومنها يقبل التوجيه والريادة، على أن هذه الشخصية لا بد أن تمتلك مجموعة من الصفات ذات التأثير والريادة، ومنها:
1- المشاركة الوجدانية:
وهي صفة هامة للداعية، تجعله يعيش حياة الناس؛ ليشعر بشعورهم، وينفعل مع آرائهم وحياتهم، ويتداخل في تقاليدهم وكافة شئونهم بصدق وفهم وتحليل، ويجب أن تأخذ هذه الصفة عنده شكلا عاما بمعنى تواجدها تلقائيا مع الجميع بلا تفرقة بين غني وفقير، أو رئيس ومرءوس، ورفيع أو وضيع؛ لكي يصل بالدعوة إلى الجميع، فإن المشاركة تضفي إحساسا عمليا له قوته في الوصل والتأثير، ومن المعروف أن المشاركة الوجدانية هي الرباط الحريري الذي يصل القلب بالقلب ويربط العقل بالعقل والجسم بالروح[1]، وهي التي تنشئ كل التصرفات الحسنة والسلوك القويم، وتأثيرها في الحياة الاجتماعية مؤكد بسبب خلوها من الزيف والتصنع، ولأنها [1] الشخصية ص40.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 596