نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 546
يروي ابن كثير أن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادعُ لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا، ونؤمن بك.
قال صلى الله عليه وسلم: "وتفعلوا؟ ".
قالوا: نعم.
فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه فأتاه جبريل.
فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا، فمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذابا لا أعذابه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب الرحمة والتوبة، قال: "بل التوبة والرحمة" [1].
وقد واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العدوان بطرق عديدة أهمها: [1] البداية والنهاية ج3 ص52. أولا: تقوية إيمان المعذبين
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقوية إيمان المعذبين، وعرفهم أن المؤمنين دائما في بلاء، وأنهم بإيمانهم يعملون للآخرة قبل الأولى، يقول ابن إسحاق: وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر، وبأبيه وأمه، وكانوا أهل أول بيت في الإسلام إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة، فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيما بلغني: "صبرا آل ياسر، موعدكم الجنة"، فأما أمه فقتلوها، وهي تأبى إلا الإسلام[1]، وكان يقول لهم صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على قدر دينه" [2].
وكان المسلمون يرون في رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل والقدرة، فهو أسبقهم إلى العدو، وأولهم في التضحية، وأفضلهم في الشرف والنيل والطهر؛ ولذلك صدقوا في كل ما عاهدوا الله عليه.
ولقد كانت آيات القرآن الكريم تنزل عليهم تؤملهم في النصر وتحدد لهم معالم الطريق [1] السير النبوية ج1 ص319. [2] فيض القدير ج1 ص519.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 546