نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 330
- وثبت في الصحيحين نزول سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فكأنه يكون تارة وتارة بحسب الحال[1].
والآيات التي بدأ الوحي بها بعد فترة الانقطاع هي أوائل سورة المدثر، وفيها يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [2]، وهذه الآيات تضمنت في إجمال كل ما يتعلق بالرسالة..
ففي الآية الأولى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} بيان لعظم مقام الرسول عند ربه كما يتضح من مناداته وتسميته بالمدثر الذي يفيد الستر والمؤانسة والهدوء، وهي أمور ضرورية ليقوم الإنسان بالمهام التي توكل إليه.
يقول القرطبي: وفي خاطبه بهذا الاسم فائدتان:
الفائدة الأولى: الملاطفة، فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب، وترك المعاتبة، سموه باسم مشتق من حالته التي هي عليها، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين غاضب فاطمة رضي الله عنهما، فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له: "قم يا أبا تراب" [3]؛ إشعارا له أنه غير عاتب عليه، وملاطفة له، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لحذيفة: "قم يا نومان"، وكان نائما؛ ملاطفة له، وإشعارا لترك العتب والتأنيب، فقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فيه تأنيس وملاطفة؛ ليستشعر أنه غير عاتب عليه.
والفائدة الثانية: تنبيه لكل متدثر خائف؛ لينهض بما كفله الله به، فالقيام بالواجب أولى وأحسن من النوم والقعود، والتوكل على الله يساعد على النشاط والعمل. [1] سيرة ابن كثير 1/ 424. [2] سورة المدثر الآيات 1-7. [3] صحيح البخاري - كتاب المناقب - باب فضل علي رضي الله عنه ج6 ص116.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 330