نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 240
انطلق بنا نتحدث معا عند خديجة، فجئناها، فبينما نحن عندها إذ دخلت علينا كاهنة من مولدات قريش، فقالت: أمحمد هذا؟ والذي يحلف به إن جاء لخاطبا.
قلت: كلا.. حياء وخجلا!!
فلما خرجت أنا وصاحبي، قال لي: أمن خطبة خديجة تستحي؟ فوالله ما من قرشية إلا تراك لها كفؤا.
فرجعت أنا وصاحبي مرة أخرى، فدخلت علينا تلك الكاهنة، فقالت: أمحمد هذا؟ والذي يحلف به إن جاء لخاطبا.
فقلت علي حياء: أجل.. ولم تخالف خديجة ولا أختها"[1].
إن المرء ليحار أمام هذا التوافق الذي وضع القدر خيوطه، حتى الْتَأَمَ وتَمَّ..
وهل كانت رحلة التجارة اختبارا من خديجة، أم إظهارا لمقام محمد؟
وهل رفض خديجة للزواج قبل ذلك جعلها تنتظر الشرف العظيم الذي ظهر لها في محمد صلى الله عليه وسلم، فرغبت في الاقتران به؟
وما الذي جعل محمدا يرحب بالزواج من خديجة مع أنه كان لا يملك مطالب الزواج ونفقات الحياة؟!!
وما الذي جعل خديجة الرافضة للزواج أن تبحث عنه في شاب يصغر عنها بخمسة عشر عاما؟
إنها أسئلة تؤكد الحكمة الإلهية التي خبأها الله سبحانه وتعالى لهذين الزوجين الكريمين..
إن القدر الذي دفع كلا من خديجة ومحمد ليسعى كل لصاحبه لتتكون بهما خير أسرة ظهرت في حياة المسلمين.
زوجة تشهد لزوجها بالعظمة وهي تقول: "ووالله لا يخزيك الله أبدا ... "[2]. [1] دلائل النبوة ج1 ص90. [2] السيرة النبوية ج1 ص188.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 240