نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 177
ومن هنا كان في يتم محمد صلى الله عليه وسلم حكمة يريدها الله تعالى، ويتفضل بها على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم..
يجمل الله تعالى هذا التفضيل على محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [1]؛ حيث يشير إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم ولد في رعاية الله تعالى، فبرغم يتمه إلا أن الله أحاطه بالإيواء الشامل، فأحبه كل من رآه، بدءا بمراضعه ومرورا بمن شاركهم في طفولته وشبابه ورجولته.
فهو إيواء يتضمن الرعاية والاهتمام والمعاملة والتضحية في مودة صادقة، أغنت محمدا صلى الله عليه وسلم عن رعاية الوالد الحنون.
وفي ولادته صلى الله عليه وسلم يتيما فقيرا إشارة إلى بعض الحِكَم الإلهية، التي يمكن استنباطها في العصر الحديث، ومن أهم الحِكَم المستنبطة ما يلي:
1- أراد الله تعالى أن ينشأ محمد صلى الله عليه وسلم محاطا بالرعاية الإلهية التامة منذ اللحظة الأولى لوجوده في الدنيا، وحتى لا تفسر خيرات الله له بسبب أبيه أو أمه أو بتأثير ماله وغناه.. ولو فكر عقلاء هذا الزمان في تميز هذا اليتيم عن أقرانه ولداته؛ لأدركوا شيئا عن هذه العناية الإلهية بمحمد صلى الله عليه وسلم.
2- في ولادته صلى الله عليه وسلم يتيما فقيرا ردٌّ لأي شبهة يمكن أن يختلقها الأفاكون الضالون كأن يقولوا: إن محمدا أخذ تعاليم النبوة من أبيه أو من أمه؛ حيث يحاول الآباء دائما غرس قيمهم وعاداتهم واهتماماتهم في أبنائهم، بل إن الابن يحاول بصورة تلقائية أن يقلد أباه، ويجتهد في حمل فكره ومذهبه.
لقد زعم كفار مكة أن محمدا صلى الله عليه وسلم يأخذ ما يقوله لهم من رجل غريب وقالوا ما حكاه الله عنهم في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ [1] سورة الضحى آية 6.
نام کتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي نویسنده : غلوش، أحمد أحمد جلد : 1 صفحه : 177